فـ «عرضي» منصوب بـ «مزقين» ولا يسوغ فيه غير ذلك.
وأما «كليل موهنا» ، فـ «موهنا» عنده منصوب على الظرف بـ «كليل» ، قال : ومما يدلّ على ذلك أنّه من «كلّ» و «كلّ» لا يتعدّى فكذلك ما أخذ منه.
وهذا الذي ذكره فاسد ، لأنّه قد قدّمنا أنّ «كليلا» ـ على مذهب سيبويه ـ إنما يكون من «كلّل».
فإن قيل : فلعلّه كما ذكر أبو العباس من أنّ «موهنا» منصوب على الظرف ، كأنّه قال :
كليل موهنا ، أي : ضعيف في موهن.
فالجواب : إنه إن حمل على ما ذهب إليه المبرد تناقض مع قوله : «وبات الليل لم ينم» ، ألا نرى أنّه إذا ضعف «موهنا» وكان «عملا» في وقت آخر فإنه في الوقت الذي ضعف فيه قد نام. وكذلك أيضا إن جعل «عمل» بمعنى : تعب كما ذهب إليه بعض الناس ، كان متناقضا ، لأنّه إذا كان ضعيفا تعبا في موهن فقد ينام في ذلك الموهن ، فيتناقض ذلك مع قوله : «وبات الليل لم ينم» ، فثبت أنّ «كليلا» بمعنى : مكلّ موهنا لكثرة خفقه فيه ، كما يقال : «أتعبت نهارك بكثرة عملك فيه». فإن قيل : فلأي شيء جعله مكلّلا موهنا. وإنما هو مكلّل الليل ، بدليل قوله : «وبات الليل لم ينم»؟ فالجواب إنه أوقع «موهنا» موقع مواهن
__________________
الإعراب : أتاني : فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف للتعذّر ، والنون : للوقاية ، والياء : ضمير في محلّ نصب مفعول به. أنّهم : حرف مشبّه بالفعل ، و «هم» : ضمير في محلّ نصب اسم «أنّ». مزقون : خبر «أنّ» مرفوع بالواو لأنّه جمع مذكر سالم. عرضي : مفعول به لاسم المبالغة «مزقون» ، وهو مضاف ، والياء : ضمير في محلّ جرّ بالإضافة. «جحاش» : مبتدأ مرفوع ، وهو مضاف. الكرملين : مضاف إليه مجرور بالياء لأنّه جمع مذكر سالم. لها : جار ومجرور متعلّقان بمحذوف خبر مقدّم. فديد : مبتدأ مرفوع. ويجوز اعتبار «جحاش» خبرا لمبتدأ محذوف تقديره : «هم».
وجملة (أتاني أنّهم ...) الفعليّة لا محلّ لها من الإعراب لأنّها ابتدائية. والمصدر المؤول «أن» ومعموليها في محل رفع فاعل لـ «أتاني». وجملة (جحاش ...) الاسميّة لا محلّ لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة (لها فديد) الاسميّة في محلّ نصب حال ، أو في محلّ رفع خبر المبتدأ.
والشاهد فيه قوله : «مزقون عرضي» حيث أعمل جمع صيغة المبالغة ، فنصب به المفعول به ، وهو قوله : «عرضي».