باب الندبة
الندبة نداء الميت أو بما هو منه بسبب. فمثال نداء الميت : «يا زيد» ، و «وا عمرو» ، ومثال ما هو منه بسبب قول الشاعر [من الكامل] :
٥٣١ ـ [تبكيهم أسماء معولة] |
|
وتقول سلمى يا رزيّتيه |
فالرزية ليست ممّا يموت ولكن نداؤها هنا على معنى أنّ هذا موطنك وأوانك فتعالي.
وفيه لغتان : «يا زيد» ، و «يا زيداه». وزعم الأخفش أنّ لحاق هذه العلامة ليست من كلام الرجال ، وإنّما تتكلّم بها النساء مع أنّ النساء يقلن : «يا زيداه» ، و «يا زيد» ، فحصل من هذا أنّ الرجال لا يلحقونها.
__________________
٥٣١ ـ التخريج : البيت لعبيد الله بن قيس الرقيات في ديوانه ص ٩٩ ؛ وشرح أبيات سيبويه ١ / ٥٤٩ ؛ وشرح التصريح ٢ / ١٨١ ؛ والكتاب ٢ / ٢٢١ ؛ والمقاصد النحوية ٤ / ٢٧٤ ؛ وبلا نسبة في المقتضب ٤ / ٢٧٢.
اللغة : معولة : باكية بصوت مسموع. الرزية : المصيبة.
المعنى : تبكيهم النساء ، فها هي أسماء تبكي بصوت مسموع لفقدانهم ، وها هي سلمى تقول : وامصيبتي فيهم.
الإعراب : تبكيهم : فعل مضارع مرفوع بضمّة مقدّرة على الياء ، و «هم» : ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به. أسماء : فاعل مرفوع بالضمة. معولة : حال منصوبة بالفتحة. وتقول : «الواو» : للعطف ، «تقول» : فعل مضارع مرفوع بالضمّة. سلمى : فاعل مرفوع بالضمّة المقدّرة على الألف. يا : حرف نداء