فنعت المضاف إلى ما فيه الألف واللام بالألف واللام.
وإنّما كان المضاف إلى المضمر بمنزلة العلم ، لأنّه قد باين ما أضيف إليه ، لأنّه ظاهر وما بعده مضمر ، وما عدا ذلك من المضافات فهو ظاهر إلى ظاهر.
وأعرف الضمائر المتكلم ، ثم المخاطب ، ثم الغائب.
وأعرف الأعلام أسماء الأماكن والبلاد كمكّة ، وعمان ، وما أشبههما ، ثم أسماء الأناسيّ كزيد ، وعمرو ثم أسماء الأجناس ، كابن قترة (١) ، وابن آوى.
وأعرف المشارات ما كان للقريب ، ثم ما كان للوسط ، ثم ما كان للبعيد. وأعرف ما عرّف بالألف واللام ما كانتا فيه للحضور ، ثم ما كانتا فيه للعهد في شخص ، ثم للعهد في جنس.
وأسماء الأجناس لا يعرف تعريفها من تنكيرها إلّا بالاستقراء. وذلك أنّها تقع على أشياء مفردة ، فلا يقع فيها لبس من طريق المعنى ، ألا ترى أنّ الجنس ليس له ما يلتبس به ، فما وجد منه لا يتعرّف أو لا يقبل الألف واللام أو يجيء الحال منه في فصيح الكلام فهو معرفة ، وما وصف بالنكرة ، أو قبل الألف واللام فهو نكرة ، مثال ذلك «ابن آوى» ، فهو معرفة بدليل منع صرفه ، وكذلك «ابن قترة» ، وأما «ابن لبون» (٢) و «ابن مخاض» (٣) فنكرتان بدليل قبولهما الألف واللام في قوله [من البسيط] :
٥٣٥ ـ وابن اللبون إذا ما لزّ في قرن |
|
[لم يستطع صولة البزل القناعيس] |
__________________
(١) ابن قترة : ضرب من الحيّات.
(٢) ابن اللبون : هو ما دخل في السنة الثالثة إلى آخرها من أولاد الإبل ، سمّي بذلك لأن أمه أصبحت ذات لبن لابن المخاض.
(٣) ابن مخاض : هو ما دخل السنة الثانية إلى آخرها من أولاد الإبل ، سمّي بذلك لأنّ أمّه حملت بعده ، فصارت ذات مخاض ، أي : حاملا.
٥٣٥ ـ التخريج : البيت لجرير في ديوانه ص ١٢٨ ؛ والأغاني ٥ / ٣٢٠ ؛ وجمهرة اللغة ص ١٣٠ ؛ وشرح أبيات سيبويه ١ / ٤٥٩ ؛ وشرح شواهد المغني ١ / ١٦٧ ؛ والكتاب ٢ / ٩٧ ؛ وكتاب الصناعتين ص ٢٤ ؛ ولسان العرب ٥ / ٤٠٥ (لزز) ، ٦ / ١٧٨ (قعس) ، ٦ / ١٨٤ (قنعس) ، ١٣ / ٣٧٥ (لبن) ؛ والمقتضب ٤ / ٤٦ ، ٣٢٠ ؛ وبلا نسبة في الرد على النحاة ص ٧٤ ؛ وشرح المفصّل ١ / ٣٥.
اللغة : ابن اللبون : البعير الصغير الذي تمت له سنتان وبدأ بالثالثة ، والأنثى بنت لبون ؛ واللبون : هي الإبل (الناقة مفردة وجمعا) ذوات اللبن. لزّه : شدّه. القرن : الحبل يشدّ به بعيران معا. الصولة : الوثوب