كأنه قال : ولم أكن لأسمع مقالتها ما دمت حيّا ، فـ «مقالتها» معمول لـ «أسمع» وقد تقدم على الكلام. فلو كان النصب بإضمار «أن» لم يجز التقديم. وهذا باطل ، أما قولهم :
إنّ لام الجحود لو كانت تنصب بإضمار «أن» لم يجز تقديم معمولها عليها كما ذكروا فصحيح ، لكنهم قد حكوا تقديم المعمول على «أن» ضرورة ، كقوله [من الكامل] :
٥٤٠ ـ [هلّا سألت وخبر قوم عندهم] |
|
وشفاء غيّك خابرا أن تسألي |
__________________
بالفعل المحذوف «أسمع». «لأسمعا» : اللام لام الجحود ، «أسمعا» : فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبا ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا. والمصدر المؤول من أن وما بعدها في محل جر باللام.
وجملة «عذلتني أم عمرو» : ابتدائية لا محل لها. وجملة «لم أكن ...» : معطوفة على السابقة لا محل لها. وجملة «دمت ...» : صلة الموصول الحرفي لا محل لها.
وجملة «أسمع» : صلة الموصول الحرفي لا محل لها. والشاهد فيه قوله : «مقالتها» أراد «ولم أكن لأسمع مقالتها» وقدم منصوب لأسمع عليه ، وفيه لام الجحود ، فاستدل به الكوفيون على أن لام الجحود تنصب بنفسها.
٥٤٠ ـ التخريج : البيت لامرأة من بني سليم في الحماسة البصرية ٢ / ٢٧ ؛ ولها أو لربيعة بن مقروم في خزانة الأدب ٨ / ٤٣٣ ، ٤٣٤ ، ٤٣٥ ؛ وبلا نسبة في لسان العرب ٤ / ٢٢٧ (خبر).
اللغة : الغيّ : الضلالة ، والعيّ : العجز. خابرا : خبيرا.
المعنى : أتراك سألت القوم عن الخبر؟! فالخبر موجود لدى القوم ، وشفاء عجزك ، أو شفاء ضلالك ، أن تسألي خبيرا بأسرار القوم.
الإعراب : هلا : حرف استفتاح وتنبيه وحضّ. سألت : فعل ماض مبني على السكون ، و «التاء» : ضمير متصل في محلّ رفع فاعل. وخبر : «الواو» : استئنافية ، «خبر» : مبتدأ مرفوع بالضمّة. قوم : مضاف إليه مجرور بالكسرة. عندهم : مفعول فيه ظرف مكان منصوب بالفتحة ، متعلّق بخبر المبتدأ المحذوف ، بتقدير (خبر قوم موجود عندهم) ، و «هم» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة. وشفاء : «الواو» : استئنافية ، «شفاء» : مبتدأ مرفوع بالضمّة. غيك : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، و «الكاف» : ضمير متصل في محلّ جرّ مضاف إليه. خابرا : مفعول به منصوب بالفتحة للفعل (تسألي). أن : حرف مصدري وناصب. تسألي : فعل مضارع منصوب بحذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، و «الياء» : ضمير متصل في محلّ رفع فاعل ، والمصدر المؤول من «أن» والفعل «تسألي» خبر للمبتدأ «شفاء».
وجملة «سألت» : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «خبر قوم موجود عندهم» : استئنافية لا محلّ لها. وجملة «شفاء غيّك ...» : استئنافية لا محلّ لها. وجملة «تسألي» : صلة الموصول الحرفي لا محل لها.
والشاهد فيه قوله : «خابرا أن تسألي» حيث تقدم المفعول به على عامله وهو الفعل (تسألي).