فأحرى إذا كانت «أن» مضمرة.
وإن شئت جعلت «مقالتها» منصوبا بإضمار فعل ، كأنّه قال : ولم أكن لأسمع مقالتها ما دمت حيّا لأسمع.
وأما قولهم : لو كانت ناصبة بإضمار «أن» لظهرت «أن» في بعض المواضع فلا يلزم هذا ، لأنّ من المضمرات ما لا يظهر مثل الفعل المضمر في باب الاشتغال ، فلا حجة لهم في شيء من ذلك. وأيضا فإنّ لام الجحود جارة ولم يثبت لها النصب ، فالأولى أن تبقى على بابها.
وكذلك حتى لم يثبت لها إلّا العطف أو الخفض ، ولم يثبت لها النصب ، فلذلك كان النصب بعدها بإضمار «أن».
وأمّا «كي» عندهم فتنصب بإضمار «أن» على كل حال ، وإن شئت أظهرتها. واستدلّوا بظهور «أن» بعدها في قوله [من الطويل] :
٥٤١ ـ فقالت أكلّ الناس أصبحت مانحا |
|
لسانك كيما أن تغرّ وتخدعا |
__________________
٥٤١ ـ التخريج : البيت لجميل بثينة في ديوانه ص ١٠٨ ؛ وخزانة الأدب ٨ / ٤٨١ ، ٤٨٢ ، ٤٨٣ ، ٤٨٨ ؛ والدرر ٤ / ٦٧ ؛ وشرح التصريح ٢ / ٣ ، ٢٣١ ؛ وشرح المفصل ٩ / ١٤ ، ١٦ ؛ وله أو لحسان بن ثابت في شرح شواهد المغني ١ / ٥٠٨ ؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك ٣ / ١١ ؛ وخزانة الأدب ص ١٢٥ ؛ وجواهر الأدب ص ١٢٥ ؛ والجنى الداني ص ٢٦٢ ؛ ورصف المباني ص ٢١٧ ؛ وشرح الأشموني ٢ / ٢٨٣ ؛ وشرح التصريح ٢ / ٣٠ ؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٢٦٧ ؛ ومغني اللبيب ١ / ١٨٣ ؛ وهمع الهوامع ٢ / ٥.
اللغة والمعنى : المانح : المعطي ، والواهب. تغرّ : تخدع.
يقول : قالت : أتقدّم لكل الناس المدح والثناء بلسانك ، وأنت في ذلك تغرّهم وتخدعهم. أي أنّه يظهر عكس ما يخفي.
الإعراب : فقالت : الفاء : بحسب ما قبلها ، قالت : فعل ماض ، والتاء : للتأنيث ، والفاعل : هي. أكلّ : الهمزة : حرف استفهام ، كلّ : مفعول به مقدّم لـ «مانحا» ، وهو مضاف. الناس : مضاف إليه مجرور. أصبحت : فعل ماض ناقص ، والتاء : ضمير في محلّ رفع اسم «أصبح». مانحا : خبر «أصبح» منصوب. لسانك : مفعول به ثان لـ «مانحا» منصوب ، وهو مضاف ، والكاف : ضمير في محلّ جرّ بالإضافة. كيما : حرف جرّ للتعليل ، وما : زائدة. أن : حرف نصب ومصدري ، تغرّ : فعل مضارع منصوب ، والفاعل : أنت. وتخدعا : الواو : حرف عطف ، تخدعا : كأعراب «تغرّ» ، والفاعل : أنت. والألف : للإطلاق.
وجملة (قالت ...) الفعليّة بحسب الواو. وجملة (أكلّ الناس أصبحت مانحا ...) الفعليّة في محلّ