يكون سببا للثاني ، وذلك نحو قولك : «أين بيتك فأزورك». بالرفع والنصب. فالرفع على الاستئناف كأنّه استفهم عن مكان البيت ، ثم استأنف فقال : فأنا أزورك. والنصب على السببية كأنه قال : «إن يكن منّي معرفة بيتك يكن مني زيارة لك».
وكذلك جملة التمني لا يخلو من أن يكون فيها فعل أو لا يكون ، فإن كان فيها فعل جاز فيما بعد الفاء وجهان : الرفع والنصب.
والرفع له معنيان : العطف والاستئناف كما تقدم ، والنصب له معنى واحد وهو السببية ، وذلك نحو : «ليتني أجد مالا فأنفق منه».
فالرفع على العطف ، كأنك تمنيت أن تجد المال وتنفق منه ، والقطع كأنّك تمنيت وجدان المال ثمّ أخبرت أنّك تنفق منه إذا وجدته. والنصب على السببية كأنك قلت : إن يكن مني وجدان المال يكن منّي إنفاق منه.
فإن كانت اسمية لم يذكر فيها فعل فالرفع والنصب. فالرفع على القطع ، ولا يجوز العطف كما تقدّم ، والنصب على السببية.
فإن كانت الجملة تحضيضا ، أو عرضا ، أو نهيا ، أو دعاء ، فإنّها لا تكون إلّا فعلية ، ويجوز فيما بعد الفاء الرفع والنصب ، فالرفع على القطع أو الاستئناف ، والنصب على السببية كما تقدم.
فمثاله في العرض : «ألا تنزل عندنا فنتحدّث» ، بالرفع والنصب. ومثاله في التحضيض : «هلّا نزلت عندنا فنكرمك» ، بالرفع والنصب أيضا. ومثاله في الدعاء : «غفر الله لزيد فيدخله الجنة» ، بالرفع والنصب. فأمّا النهي نحو : «لا تضرب زيدا فتندم» ، فيجوز فيه ثلاثة أوجه : الرفع على الاستئناف ، والجزم على العطف ، والنصب على السببية.
وأمّا الأمر فلا يخلو من أن يكون باللام أو بغير اللام ، فإن كان باللام جاز فيه ثلاثة أوجه كالنهي : الرفع على الاستئناف ، والجزم على العطف ، والنصب على السببية ، نحو : «لتكرم زيدا فيكرمك».
فإن كان بغير اللام ، فلا يجوز فيما بعد الفاء إلّا وجهان : الرفع والنصب. فالرفع على القطع والنصب على السببية ، ولا يجوز الجزم على العطف ، لأن «اضرب» لا موضع له من