باب «أو»
اعلم أنّ «أو» لا تنصب من الكلام إلّا في موضعين ، أحدهما : أن يكون قبلها اسم ملفوظ به ويكون بعدها فعل ، فلا يجوز عطف الفعل على الاسم ، فتنصب الفعل بعدها بإضمار «أن» ، وتكون «أن» وما بعدها في تقدير اسم فتجيء عاطفة على اسم ، ونظيره [من الطويل] :
ولو لا رجال من رزام أعزّة |
|
وآل سبيع أو أسوءك علقما (١) |
فكأنّه قال : أو أساءتك.
والآخر : أن يقع بعدها الفعل ويكون معناها معنى «كي» أو «إلى أن» ، نحو : «لألزمنّك أو تقضيني حقّي» ، تريد : كي تقضيني حقي.
ومثالها بمعنى «إلى أن» قوله [من الطويل] :
٥٤٦ ـ فقلت له لا تبك عينك إنّما |
|
نحاول ملكا أو نموت فنعذرا |
__________________
(١) تقدم بالرقم ٢٩.
٥٤٦ ـ التخريج : البيت لامرىء القيس في ديوانه ص ٦٦ ؛ والأزهية ص ١٢٢ ؛ وخزانة الأدب ٤ / ٢١٢ ، ٨ / ٥٤٤ ، ٥٤٧ ؛ وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٥٩ ؛ وشرح المفصّل ٧ / ٢٢ ، ٣٣ ؛ والصاحبي في فقه اللغة ص ١٢٨ ؛ والكتاب ٣ / ٤٧ ؛ واللامات ص ٦٨ ؛ والمقتضب ٢ / ٢٨ ؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ١ / ٣١٣ ؛ والجنى الداني ص ٢٣١ ؛ والخصائص ١ / ٢٦٣ ؛ ورصف المباني ص ١٣٣ ؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٦٤٤ ؛ واللمع ص ٢١١.
المعنى : يخاطب الشاعر عمرو بن قميئة حين استصحبه في مسيره إلى قيصر الروم ليساعده على بني أسد ، فقال له : لا تبك إنّما نحاول طلب الملك ، وإلى أن نموت فيعذرنا الناس.