باب من مسائل «إذن»
اختلف النحويون في صورة «إذن» في الخط. فمذهب المازني أنّها تكتب بالألف ، ومذهب أكثر النحويين أنّها تكتب بالنون. والفراء يفصّل فيقول : لا يخلو أن تكون ملغاة أو معملة. فإن كانت ملغاة كتبت بالألف لأنّها قد ضعفت ، وإن كانت معملة كتبت بالنون ، لأنّها قد قويت.
والصحيح أنّها تكتب بالنون لأمرين : أحدهما أنّ كل نون يوقف عليها بالألف تكتب بالألف ، وما يوقف عليه من غير تغيير يكتب على صورته ، وهذه يوقف عليها من غير تغيير ، فينبغي أن تكتب على صورتها بالنون. وأيضا فإنّها ينبغي أن تكتب بالنون فرقا بينها وبين «إذا».
و «إذن» جواب وجزاء ، كذا قال سيبويه ، رحمهالله ، في باب عدّة ما يكون الكلام. ففهم الأستاذ أبو علي الشلوبين هذا على أنّه شرط وجواب ، وأخذ الجزاء بمعنى الشرط والجواب جوابه ، فحيثما جاءت قدرها بفعلي الشرط والجزاء.
فإذا قلت لمن قال لك : «أنا أزورك» : «إذن أكرمك» ، فمعناه : إن تزرني أكرمك ، فلما أخذها هذا المأخذ اضطر إلى هذا التقدير في قوله تعالى : (فَعَلْتُها إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ)(١). فلما قدّر : إن كنت فعلتها فأنا ضالّ ، جاءه (٢) إثبات الضلال لموسى عليهالسلام.
__________________
(١) سورة الشعراء : ٢٠.
(٢) كذا ، ولعلّ الصواب «جابه».