ففيه قولان :
أحدهما أن يكون على حذف المضاف ، فكأنّه قال : وقد جعل ثوبي إذا ما قمت يثقلني ، والآخر : أن يكون محمولا على المعنى كأنّه قال : أثقل بثوبي ، لأنّه إذا أثقله ثوبه ، فقد ثقل هو بثوبه.
وهذه الأفعال لا يخلو أن يكون فاعلها ظاهرا ومضمرا ، فإن كان فاعلها مضمرا ، فإنّه يستتر في حال الإفراد ، ويبرز في حال التثنية والجمع ، إلّا «عسى» فإنّه يجوز فيها وجهان : أن يستتر وأن يبرز.
فمثال أن يبرز قوله تعالى : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا)(١). ومثال استتاره قوله تعالى : (وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً)(٢).
وإذا اتصل بهذه الأفعال ضمير نصب ، نحو : «عساك أن تقوم» ، فالأخفش يقول : إنّ الكاف في موضع رفع و «أن تقوم» في موضع نصب كما كان في الظاهر. ومذهب سيبويه أنّ الضمير في موضع نصب و «أن يقوم» في موضع المرفوع. وهو الصحيح ، لأنّه ليس فيه وضع ضمير نصب موضع ضمير رفع.
فإن قلت : إنّ الذي دعا إلى أن يقال أنّ الضمير وإن كانت صيغته صيغة المنصوب في موضع رفع أن يبقى على ما كان عليه مع الظاهر من كون الفعل مع «أن» في موضع نصب ، والظاهر منصوب ، فالجواب : إنّ الشيء قد يعمل في الظاهر خلاف عمله في المضمر ، وقد تبيّن ذلك فافهم.
__________________
(أنهض ...) الفعليّة معطوفة على جملة لا محلّ لها من الإعراب. وجملة «كنت ...» معطوفة على جملة سابقة. وجملة «أمشي معتدلا» الفعلية في محل نصب خبر «كان». وجملة «أمشي ...» الفعلية في محل نصب خبر «صار».
والشاهد فيه مجيء فاعل الفعل الذي بعد «جعلت» غير ضمير الاسم الأول.
(١) سورة محمد : ٢٢.
(٢) سورة البقرة : ٢١٦.