في إحدى الروايتين.
ومن ذلك قول العرب : «قطا قطا ، بيضك ثنتا وبيضي مائتا» (١).
وأمّا قوله تعالى : (وَكَذلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ)(٢). في قراءة من قرأ «زيّن» ، فبنى الفعل للمفعول ، فليس من هذا الباب لأنّه يتصوّر فيه وجهان : أحدهما أن يكون «شركاؤهم» فاعلا بفعل مضمر ، يدلّ عليه ما قبله كأنه قال : زيّنه شركاؤهم.
والآخر أن يكون فاعلا بـ «قتل» ، والأول أحسن لأمرين ، أحدهما : أنّ المصدر لا يضاف إلى المفعول مع وجود الفاعل إلّا في قليل. والآخر : أنّ الشركاء ليسوا بقاتلين وإنما هم مزيّنون ، وبذلك على ذلك القراءة الثانية وهي قراءة من قرأ «زيّن» بفتح الزاي ، ولا يكون الشركاء قاتلين إلّا مجازا فافهم.
__________________
اللغة : المتنتان : جانبا الظهر حول العمود الفقري. فرس خظاة : مكتنزة. أكبّ : جلس مهتمّا.
المعنى : يصف فرسا بأنها سمينة ، مكتنزة الظهر ، كأن نمرا جلس متحفّزا فوق ظهرها.
الإعراب : لها : جار ومجرور متعلقان بخبر المبتدأ (متنتان). متنتان : مبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثنى ، وخبره محذوف بتقدير (متنتان موجودتان). خطاتا : صفة (متنتان) مرفوع بالألف ، وحذفت النون للضرورة. كما : «الكاف» : حرف جرّ وتشبيه ، «ما» : مصدرية ، والمصدر المؤول من (ما) والفعل (أكب) مجرور بالكاف ، والجار والمجرور متعلقان بصفة ثانية لـ (متنتان). أكب : فعل ماض مبني على الفتح. على ساعديه : جار ومجرور متعلّقان بـ (أكب) ، و «الهاء» : ضمير متصل في محلّ جرّ مضاف إليه. النمر : فاعل (أكب) مرفوع بالضمّة ، وسكّن لضرورة القافية.
وجملة «لها متنتان ...» : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «أكبّ» : صلة الموصول الحرفي لا محل لها.
والشاهد فيه قوله : «خظاتا» حيث حذف النون للإضافة وهو يريد «خظاتان».
(١) تزعم العرب أن هذا القول تقوله الحجلة للقطاة. انظر : الخصائص ٢ / ٤٣١.
(٢) سورة الأنعام : ١٣٧.