باب الجزاء
[١ ـ أدوات الجزاء] :
قوله : وحروف الجزاء كذا .. إلى آخره.
سمّى أدوات الجزاء حروفا ، ومنها ما هو اسم ، ومنها ما هو حرف ، لأحد أمرين : إما لأنّها قد تضمنت معنى الحروف ، وإما أن يكون قد أخذ الحرف لغة ، والحرف لغة يقع على الاسم والفعل والحرف.
وأدوات الجزاء هي : إن ، وإذ ما ، ومن ، وما ، ومهما ، وأيّ ، وكيف ، في مذهب من يجازي بها وهو قطرب ، ومتى ، وأيّان ، وأيّ حين ، وإذا في الشعر ، وأنّى ، وأيّ مكان ، وحيث.
وهذه الأدوات تنقسم قسمين : حرف واسم ، فالحرف «إن» و «إذ ما». في مذهب سيبويه ، رحمهالله ، والاسم ما بقي.
ومذهب المبرد أنّ «إذ ما» اسم ، وسبب ذلك أنّ «إذ» قد ثبت لها الاسمية ، فلا تخرج عن ذلك ما أمكن. وهذا فاسد ، لأنّ «إذ» إذا كانت ظرف زمان فهي لما مضى ، وفعل الشرط أبدا مستقبل ، فيناقض معناها معنى الشرط. والصحيح ما ذهب إليه سيبويه من أنّها ركبت مع «ما» ، وصارت معها كالشيء الواحد ، وبطل معناها ، لأنّها صارت جزء كلمة.
واختلف في «مهما» ، فزعم بعضهم أنّها مركّبة من «مه» و «ما» ، وزعم بعضهم أنّها اسم مفرد موضوع لمعنى لا أكبر عن صغيره فعلك ولا أصغر عن كبيره. فمن قال إنّها مركبة