فإنّه أدخل «مه» على «من» الشرطية.
و «كيف» ، وفيها خلاف ، فزعم قطرب أنّه يجوز الجزاء بها بالقياس لا بسماع من العرب ، وذلك أنّه قال : في «كيف» معنى الشرط ، ألا ترى أنّك إذا قلت : «كيف يكن أكن» ، فمعناه : على أيّ حال يكون أكون عليه. وهذا باطل ، لأنّه يلزم أن يكون على جميع أحواله ، وهذا يستحيل إلّا أن يقترن بالكلام قرينة تخلّص الوصف الذي التزم إلى تساويه فيه ، مثل :
«كيفما يكن من قام أكن».
[٢ ـ أقسام أدوات الجزاء] :
وهذه الأدوات تنقسم ثلاثة أقسام ، قسم تلزمه «ما» وحينئذ يجازى بها. وقسم لا تدخله «ما». وقسم أنت فيه بالخيار.
فالذي تلزمه «ما» «إذ» ، و «حيث» ، فتلزمهما «ما» عوضا من الإضافة. وفي «إذ» أيضا لأنّها قد ركّبت معها ، ولذلك انتقلت عن الاسميّة.
والذي أنت فيه بالخيار «إن» ، و «متى» ، و «أيّ» ، و «أين» ، فمثاله في «أي» قوله تعالى : (أَيًّا ما تَدْعُوا)(١). ومثاله في «أين» : (أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ)(٢). ومثاله في «متى» قوله [من الطويل] :
٥٧٦ ـ [ورحنا يكاد الطّرف يقصر دونه] |
|
متى ما ترقّ العين فيه تسهّل |
وما عدا هذا لا تدخله «ما».
__________________
(١) سورة الإسراء : ١١٠.
(٢) سورة النساء : ٧٨.
٥٧٦ ـ التخريج : البيت لامرىء القيس في ديوانه ص ٢٣ ؛ وشرح المعلقات السبع ص ٥٠ ؛ وشرح المعلقات العشر ص ٧٣.
اللغة : الطرف : العين المبصرة. يقصر : يعجز ، يدركه القصور. ترقّ : مجزوم تترقّى العين أي تنظر إلى أعلاه. تسهّل : تنحدر إلى أسفل.