فإن كانا ماضيين ، فلا يظهر فيهما جزم ، وهما في موضع جزم. وإن كان أحدهما مستقبلا والآخر ماضيا ، فيقدّم الماضي ويؤخر المستقبل ، نحو : «إن قام زيد يقم عمرو». ولا يقدّم المستقبل ويؤخر الماضي إلّا ضرورة.
[٤ ـ دخول الفاء على جواب الجزاء والحكم في ذلك] :
ويجوز في الجواب الجزم والرفع إذا دخلت الفاء ، والرفع إن لم تدخل الفاء. فتقول : «إن قام زيد فيقم عمرو» ، و «إن قام زيد فيقوم عمرو» ، وإن «قام زيد يقوم عمرو» ، على إرادة التقديم.
فإن كان الفعل الأول ماضيا أو مستقبلا ، وكان الجواب أمرا أو نهيا أو دعاء أو استفهاما ، فلا بدّ من الفاء ، نحو ؛ «إن يقم زيد فاضربه» ، و «إن لم يقم فلا تضربه» ، و «إن قام فغفر الله له» ، و «إن قام فهل أنت ضاربه».
وإن كانت الجملة الأولى فعلية وكان الجواب جملة اسمية ، فلا بدّ من الفاء أو «إذا» ، نحو : (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)(١). (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ)(٢). ولا يجوز حذف الفاء إلّا ضرورة وذلك كقوله [من البسيط] :
٥٧٨ ـ من يفعل الحسنات الله يشكرها |
|
والشرّ بالشّر عند الله مثلان |
__________________
«يصرع» : فعل مضارع للمجهول مجزوم لأنّه فعل الشرط. «أخوك» : نائب فاعل مرفوع ، وهو مضاف ، والكاف في محلّ جرّ بالإضافة. «تصرع» : فعل مضارع للمجهول ، وهو جواب الشرط ، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره : «أنت».
وجملة النداء : «يا أقرع» ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة : «إنك إن يصرع ...» استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة : «إن يصرع أخوك تصرع» في محلّ رفع خبر «إنّ». وجملة : «تصرع» جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب.
الشاهد : قوله : «إن يصرع ... تصرع» حيث ورد جواب الشرط «تصرع» مرفوعا دون أن تدخل عليه الفاء ، وهذا نادر وضعيف.
(١) سورة آل عمران : ١٨٦.
(٢) سورة الروم : ٣٦.
٥٧٨ ـ التخريج : البيت لكعب بن مالك في ديوانه ص ٢٨٨ ؛ وشرح أبيات سيبويه ٢ / ١٠٩ ؛ وله أو