[٥ ـ اجتماع الاسم والفعل بعد أداة الجزاء] :
وإذا وقع بعد أداة الشرط اسم وفعل فالاختيار أن يليها الفعل ، ولا يجوز تقديم الاسم وإضمار الفعل إلّا في ضرورة شعر ، كقوله [من الرمل] :
صعدة نابتة في حائر |
|
أينما الريح تميّلها تمل (١) |
وذلك ما عدا «إن» ، فإنّه يجوز أن يليها الاسم ويؤخر الفعل في الكلام ، وتقديم الفعل أحسن ، قال الله تعالى : (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ)(٢). إلّا أن يكون الفعل مجزوما ، فلا يجوز تقديم الاسم إلّا ضرورة ، نحو : «إن زيد يقم يقم عمرو».
__________________
لعبد الرحمن بن حسان في خزانة الأدب ٩ / ٤٩ ، ٥٢ ؛ وشرح شواهد المغني ١ / ١٧٨ ؛ ولعبد الرحمن بن حسان في خزانة الأدب ٢ / ٣٦٥ ؛ ولسان العرب ١١ / ٤٧ (بجل) ؛ والمقتضب ٢ / ٧٢ ؛ ومغني اللبيب ١ / ٥٦ ؛ والمقاصد النحوية ٤ / ٤٣٣ ؛ ونوادر أبي زيد ص ٣١ ؛ ولحسان بن ثابت في الدرر ٥ / ٨١ ؛ والكتاب ٣ / ٦٥ ، وليس في ديوانه ؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٧ / ١١٤ ؛ وخزانة الأدب ٩ / ٤٠ ، ٧٧ ، ١١ / ٣٥٧ ؛ والخصائص ٢ / ٢٨١ ؛ وسرّ صناعة الإعراب ١ / ٢٦٤ ، ٢٦٥ ؛ وشرح شواهد المغني ١ / ٢٨٦ ؛ وشرح المفصل ٩ / ٢ ، ٣ ؛ والكتاب ٣ / ١١٤.
الإعراب : «من» : اسم شرط مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ. «يفعل» : فعل مضارع مجزوم لأنّه فعل الشرط ، وعلامة جزمه السكون وحرّك بالكسر منعا من التقاء الساكنين ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : «هو». «الحسنات» : مفعول به منصوب بالكسرة لأنّه جمع مؤنث سالم. «الله» : مبتدأ مرفوع بالضمة. «يشكرها» : فعل مضارع مرفوع ، و «ها» ضمير في محلّ نصب مفعول به ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : «هو». «والشر» : الواو حرف استئناف ، «الشر» مبتدأ مرفوع «بالشر» : جار ومجرور متعلّقان بـ «مثلان». «عند» : ظرف مكان منصوب ، وهو مضاف. «الله» : اسم الجلالة مضاف إليه مجرور. «مثلان» : خبر المبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثنّى.
وجملة : «من يفعل ...» ابتدائيّة لا محلّ لها من الإعراب. وجملة : «يفعل» في محل رفع خبر للمبتدأ «من». وجملة : «الله يشكرها» في محل جزم جواب شرط جازم على تقدير اقترانه بالفاء. وجملة : «يشكرها» في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة : «الشر بالشر ...» استئنافيّة لا محلّ لها من الإعراب.
الشاهد : قوله : «الله يشكرها» حيث حذف الفاء الرابطة لجواب الشرط من الجملة الاسميّة ، وذلك للضرورة الشعريّة. والتقدير : «فالله يشكرها». وأجازه بعضهم إذا علم.
(١) تقدم بالرقم ٢٣٩.
(٢) سورة التوبة : ٦.