ومثال حذفهما معا قوله [من الرجز] :
قالت بنات العمّ يا سلمى وإن |
|
كان عييّا معدما ، قالت وإن (١) |
[٨ ـ إبطال عمل أسماء الشرط] :
وأسماء الشرط إن تقدمها عامل ، بطل عملها ما عدا حرف الجر والإضافة إلى اسم الشرط. فمثال دخول حرف الجر : «بمن تمرر أمرر به». ومثال أن تضيف إلى اسم الشرط : «غلام من تضربه أضربه».
فإن لم يدخل عليها حرف جر ، فلا يخلو اسم الشرط من أن يكون اسم زمان أو مكان أو غير ذلك.
فمثال ظرف الزمان : «متى ما يقم أقم». ومثال ظرف المكان : «حيثما تكن أكن معك». ومثال المصدر : «أيّ ضرب تضرب أضرب مثله».
فإن كان غير ذلك من الأسماء ، فلا يخلو الفعل الذي بعدها من أن يكون متعدّيا أو غير متعدّ ، فإن كان غير متعدّ فهي مبتدآت. وإن كان متعدّيا ، فلا يخلو فاعله من أن يكون ضميرا يعود على اسم الشرط أو غير ذلك.
فإن كان فاعل الفعل ضميرا يعود على اسم الشرط ، فهي مبتدآت. وإن كان غير ذلك ، فلا يخلو الفعل أن يكون قد أخذ مفعوله ، أو لم يأخذه. فإن كان لم يأخذه فهي مفعوله. وإن كان قد أخذ مفعوله ، فيجوز فيها وجهان : الرفع على الابتداء ، والنصب على الاشتغال.
وإذا تقدّم أسماء الشرط «لكن» ، أو أضيف إليها ظرف زمان ، فإنّ الفعل يرتفع ، ويبطل معنى الشرط ، كقوله [من الطويل] :
٥٨١ ـ[وماذاك أنكان ابن عمّيولا أخي] |
|
ولكن متى ما أملك الضّرّ أنفع |
__________________
(١) تقدم بالرقم ٣٠٧.
٥٨١ ـ التخريج : البيت للعجير السلولي في خزانة الأدب ٩ / ٦٦ ، ٧٠ ، ٧٣ ؛ وشرح أبيات سيبويه ٢ / ١٥٤ ؛ والكتاب ٣ / ٧٨.
المعنى : ولم يكن فعلي ذاك لأنه كان ابن عمي ، أو كان أخي ، بل لأنني كريم أعفو عند المقدرة على الضرر.