فيقال هذا قليل ، والأولى أن يحمل على الكثير.
ويدلّ على بطلان مذهبه أيضا قوله تعالى : (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ)(١). لأنّ «مثنى» حال ، والحال لا يجيء معرفة ، فدلّ على بطلان مذهبه.
[٤ ـ الاسم غير المنصرف الذي دخلت عليه «أل» أو أضيف] :
وكل غير منصرف إذا دخلت عليه الألف واللام أو أضيف انجرّ. ومنهم من قال : انصرف. وسبب اختلافهم في هذا اختلافهم في تسمية المنصرف منصرفا.
فالذي يقول : إنّما سمّي منصرفا لأنّ في آخره صريفا يجعل هذا منجرّا لا منصرفا. والذي قال : إنّه إنّما سمّي منصرفا ، لأنّه انصرف عن شبه الفعل يجعل هذا منصرفا. والأول هو الصحيح ، لأنه ليس فيه صريف ، لأنه لو كان المنصرف إنّما سمّي منصرفا لانصرافه عن شبه الفعل للزم أن لا يوجد اسم منصرف إلّا وقد كان قبل ذلك قد أشبه الفعل ، وذلك باطل ، ألا ترى أن «زيدا» منصرف ولم يشبه الفعل في موضع.
واختلف في السبب الذي أوجب انجرار الاسم إذا دخل عليه الألف واللام أو أضفته.
فمنهم من قال : إنّ الألف واللام والإضافة من خواص الأسماء. فإذا دخلت على الاسم يضعف شبهه بالفعل.
__________________
المعنى : لقد ضرب زيد من قبيلتنا زيدا من قبيلتكم يوم النقا بسيفه الأبيض القاطع الحدّين المصنوع في اليمن.
الإعراب : علا : فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف. زيدنا : فاعل مرفوع بالضمّة ، و «نا» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة. يوم : مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل (علا). النقا : مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدّرة على الألف. رأس : مفعول به منصوب بالفتحة. زيدكم : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، و «الكاف» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة والميم علامة جمع الذكور العقلاء. بأبيض : جار ومجرور بالفتحة عوضا عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف ، متعلّقان بـ (علا). ماضي : صفة (أبيض) مجرور بكسرة مقدّرة على الياء. الشفرتين : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى.
يمان : صفة ثانية لـ (أبيض) مجرورة بكسرة مقدّرة على الياء المحذوفة.
وجملة «علا زيدنا» : ابتدائية لا محلّ لها.
والشاهد فيه قوله : «زيدنا» و «زيدكم» حيث أضاف العلم إلى الضمير.
(١) سورة النساء : ٣.