فإن قيل : فينبغي أن ينجرّ إذا دخل عليه حرف الجر ، مثل : «مررت بأحمد» ، لأنّ حروف الجر من خواص الأسماء فالجواب لصاحب هذا المذهب أن تقول : إذا دخل على الاسم الذي لا ينصرف الألف واللام أو أضيف ، ضعف فيه جانب الشبه بالفعل. وإذا دخل عليه حرف الجر زادت ضعفا فانجرّت ، بخلافها إذا دخل عليها حرف الجر والشبه فيها متمكن.
وهذا المذهب مع هذا باطل ، لأنّه ينبغي إذا صغّر الاسم الذي لا ينصرف ، أو نعت ، ثم دخل عليه حرف الجرّ أن يجرّ ، وهم لا يجرونه ، فدلّ على بطلان مذهب هذا القائل.
ولهذا القائل أن يفرّق بين الصفة والتصغير ، وبين الإضافة والألف واللام بأن يقول : الصفة والتصغير ليس اتصالهما بالموصوف كاتصال الألف واللام بالاسم ، ولا كاتصال المضاف بالمضاف إليه ، فلذلك لم يقو قوّتهما.
وأمّا التصغير فقد وجد في الأفعال ، نحو : «ما أميلح زيدا» ، بخلاف الألف واللام التي للتعريف وللإضافة ، ألا ترى أنّه لم توجد الألف واللام المعرفة داخلة على الفعل في موضع ، وكذلك لم تضف الفعل إلى غيره في موضع من المواضع. والأحسن أن تقول إنّما لم يجر لأنّ الألف واللام والإضافة يعاقبان التنوين ، والاسم إذا دخله التنوين ينجرّ ، فكذلك إذا دخله ما يعاقبه.
[٥ ـ الاسم الذي لا ينصرف في المعرفة والنكرة] :
قوله : «فأمّا ما لا ينصرف في المعرفة ويصرف في النكرة فذلك اثنا عشر جنسا ... الفصل منها ، كل اسم أعجمي».
ينبغي أن يزيد في هذا الفصل ما لم تكن عجمته جنسية ، لكنه استغنى عن هذا بالمثال.
وقوله : وإن كان على ثلاثة أحرف انصرف فيهما.
هذا مذهب أهل البصرة وأمّا ابن قتيبة وعيسى بن عمر ، فإنّه عندهما يجري مجرى المؤنث الثلاثي. فإن كان متحرّك الوسط منع الصرف ، وإن كان ساكن الوسط ، كان فيه وجهان ، والأفصح فيه عندهما الصرف.
وذلك باطل ، بدليل أنّه لم يسمع في «لوط» ونحوه إلّا الصرف ، وأما «حمص»