فلا يخلو أن تعتد بالعارض أو لا تعتد ، فإن اعتددت العارض صرفته ، وإن لم تعتد بالعارض منعت الصرف.
فإن سكّنته بعد التسمية مثل أن تسمّي رجلا بـ «ضرب» ثم تسكّن عينه ، فتقول : «ضرب» منعته الصرف. فإن نكّرته صرفته.
قوله : ومنها كل اسمين جعلا اسما واحدا .. الفصل.
الصواب أن يقول بعد هذا : ولم يتضمّن معنى الحرف ، فإن تضمّن معنى الحرف بني ، مثل «خمسة عشر» ، إلّا أنّه استغنى بالمثال عن ذلك. فإن لم يتضمن معنى الحرف ، فللعرب فيه ثلاثة أوجه :
__________________
شافية ابن الحاجب ١ / ٤٣ ؛ والكتاب ٤ / ١١٤ ؛ ولسان العرب ٤ / ٥٨١ (عصر) ؛ والمنصف ١ / ٢٤ ؛ وبلا نسبة في شرح التصريح ١ / ٢٩٤ ؛ واللامات ص ٣٦ ؛ والمنصف ٢ / ١٢٤.
اللغة : هيّجها : أثارها النضح : رشاش الماء. الطل : المطر الضعيف. البان : نوع من الشجر له زهرة طيبة الريح.
المعنى : أثارها رشاش الماء من المطر في وقت السحر ، وهزّت الريح قطرات الماء عند ما هطلت في الصباح ، فكأنّها مصنوعة مما طابت رائحته وضاع شذاه ، حتى لو أنك عصرت ثيابها لسال المسك من قدودها الجميلة كغصون البان.
الإعراب : «هيجها» : فعل ماض مبني على الفتح ، و «ها» : ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به. «نضح» : فاعل مرفوع بالضمّة. «من الطلّ» : جار ومجرور متعلّقان بمحذوف صفة من «نضح». «سحر» : مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة ، وسكّن لضرورة الشعر ، متعلق بـ «هيج». «وهزت» : «الواو» : حرف عطف ، «هزت» : فعل ماض مبني على الفتح ، و «التاء» : تاء التأنيث الساكنة. «الريح» : فاعل مرفوع بالضمّة. «الندى» : مفعول به منصوب بالفتحة المقدّرة على الألف. «حين» : مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة ، متعلق بـ «هزّ». «قطر» : فعل ماض مبني على الفتح ، وسكّن لضرورة الشعر ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هو). «لو» : حرف شرط غير جازم. «عصر» : فعل ماض مبني للمجهول ، مبني على الفتح. «منها» : جار ومجرور متعلقان بـ «عصر». «البان» : فاعل مرفوع بالضمّة. «والمسك» : «الواو» : حرف عطف ، «المسك» : اسم معطوف على مرفوع ، مرفوع مثله بالضمّة. «انعصر» : فعل ماض مبني على الفتح ، وسكّن لضرورة الشعر ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هو).
وجملة «هيّجها» : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «هزت» : معطوفة عليها لا محلّ لها. وجملة «قطر» : في محلّ جرّ بالإضافة. وجملة «لو عصر انعصر» : استئنافية لا محل لها. وجملة «انعصر» : جواب شرط غير جازم لا محلّ لها.
والشاهد فيه قوله : «لو عصر» بتسكين الصاد وحقّها التحريك.