بالكسر من غير تنوين غير صحيحة.
[٧ ـ التسمية بالحرف] :
فإن سمّيت بالحروف ، فلا يخلو أن يكون حرف معنى ، أو حرف هجاء. فإن كان حرف معنى ، فلا يخلو أن يكون على حرف واحد ، أو على حرفين ، أو على أزيد.
فإن كان على أزيد من حرفين مثل «منذ» إذا جرّت ، وكذلك «ثمّ» فإنّ حكمه حكم الاسم يكون معربا ، فتقول : «جاءني منذ» ، و «رأيت منذا» ، و «مررت بمنذ». وإن كان على حرفين ، فلا يخلو أن يكون الثاني حرف علة ، أو حرفا صحيحا. فإن كان حرفا صحيحا ،
__________________
ورصف المباني ص ٣٤٥ ؛ وسرّ صناعة الإعراب ص ٤٩٧ ؛ وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٢١٩ ؛ وشرح التصريح ١ / ٨٣ ؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ١٣٥٩ ؛ وشرح المفصّل ١ / ٤٧ ؛ والكتاب ٣ / ٢٣٣ ؛ والمقاصد النحويّة ١ / ١٩٦ ؛ والمقتضب ٣ / ٣٣٣ ، ٤ / ٣٨ ؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني ١ / ٤١ ؛ وشرح ابن عقيل ص ٤٤ ؛ وشرح المفصّل ٩ / ٣٤.
شرح المفردات : تنوّرتها : تبصّرت نارها من بعيد. أذرعات : بلد في أطراف الشام. يثرب : اسم مدينة ، وهي التي هاجر إليها الرسول صلىاللهعليهوسلم فيما بعد ، فسمّيت المدينة المنوّرة. أدنى : أقرب. نظر عال : أي يحتاج إلى نظر بعيد.
المعنى : يتوهّم الشاعر أنّه نظر إلى النار المشبوبة في دار الحبيبة ، وهو بعيد عنها يتحرّق لرؤيتها ، ويتمنّى لقاءها.
الإعراب : «تنوّرتها» : فعل ماض مبنيّ على السكون ، والتاء ضمير متّصل في محل رفع فاعل ، و «ها» : ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به. «من أذرعات» : جار ومجرور متعلّقان بـ «تنوّرتها». «وأهلها» : الواو حالية ، «أهلها» : مبتدأ مرفوع ، وهو مضاف ، و «ها» : ضمير متصل مبنيّ في محلّ جرّ بالإضافة ، «بيثرب» : جار ومجرور متعلّقان بخبر المبتدأ المحذوف تقديره : «موجودون». «أدنى» : مبتدأ مرفوع وهو مضاف. «دارها» : مضاف إليه مجرور ، وهو مضاف ، و «ها» : ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ بالإضافة. «نظر» : خبر المبتدأ مرفوع. «عال» : نعت «نظر» مرفوع بالضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة لأنّه اسم منقوص.
وجملة : «تنوّرتها ...» الفعلية ابتدائيّة لا محلّ لها من الإعراب. وجملة «وأهلها بيثرب» الاسمية في محلّ نصب حال. وجملة «أدنى دارها نظر» الاسمية استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد : قوله : «أذرعات» حيث يجوز فيه الكسر بلا تنوين ، لأنه جمع بحسب أصله ، وعلم لمؤنّث بحسب حاله ، فجرّ بالكسرة كما يجر جمع المؤنّث السالم ، ومنع من التنوين كما يمنع العلم المؤنّث. وهذه إحدى روايات البيت وقد رفضها المؤلف وأوضح السبب.