وقسم الغالب عليه اسما للأب وهو تميم ، وقد يقصد به القبيلة وحكي من كلامهم : هذه تميم بنت مرّ.
وما بقي الغالب عليه أن يكون اسما للقبيلة ، فافهم.
[٢ ـ أسماء الأماكن] :
وأمّا أسماء الأماكن فتنقسم قسمين : قسم فيه علامة تأنيث ، وقسم لا علامة تأنيث فيه. فالقسم الذي فيه علامة التأنيث ينقسم قسمين : قسم فيه ألف ولام ، وقسم ليس فيه ألف ولام. فالذي ليس فيه ألف ولام : «مكّة» و «حزوى» (١) وهو ممنوع الصرف. والذي فيه ألف ولام ، نحو : «الرقّة» ، و «الرصافة» ، و «البصرة» ، وهو مصروف.
وما ليس فيه علامة تأنيث الغالب عليه أن يكون مؤنثا للبقعة ، وقد يجوز أن يذكر ويذهب به إلى المكان ، وهو مع ذلك ينقسم خمسة أقسام :
قسم لا يستعمل إلّا مذكرا ، وذلك : بدر ، وثبير ، والشام ، وفلج ، والعراق ، والحجاز ، واليمن ، ونجد.
والدليل على أن «بدرا» مذكّر قوله تعالى : (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ)(٢). فصرفه ، والدليل على أن «ثبيرا» مذكّر قوله : «أشرق ثبير كيما نغير» (٣). ولو كان مؤنّثا لقال : أشرقي ثبير.
__________________
المعنى : وهؤلاء القوم قد بنوا سد مأرب حفاظا على مدينتهم.
الإعراب : «من» : حرف جر. «سبأ» : اسم مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف. «الحاضرين» : صفة مجرورة لسبأ مجرورة بالياء. «مأرب» : اسم منصوب بنزع الخافض والتقدير : «في مأرب». «إذ» : مفعول فيه ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بـ (يبنون). «يبنون» : مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل. «من دون» : جار ومجرور متعلقان بالفعل يبنون. «سيله» : مضاف والهاء مضاف إليه. «العرما» : مفعول به منصوب.
وجملة «يبنون» : في محل جرّ بالإضافة.
والشاهد فيه قوله : «سبأ» منع من الصرف ، فجاء الشاعر به مفتوحا من غير تنوين ، مع أنه ليس فيه إلا سبب واحد ، وهو العلمية. ويحمله البصريون على أنه أراد القبيلة حملا على المعنى.
(١) حزوى : موضع بنجد.
(٢) سورة آل عمران : ١٢٣.
(٣) هذا القول من أمثال العرب ، وقد ورد في الدرّة الفاخرة ١ / ٢٧١ ؛ وزهر الأكم ٣ / ٢٤٩ ، ولسان العرب