باب الاستثناء
[١ ـ تعريف الاستثناء] :
الاستثناء إخراج الثاني مما دخل فيه الأول بالأدوات التي وضعتها العرب لذلك ، وهي : إلّا ، وغير ، وسوى ، وحاشى ، وخلا ، وعدا ، وما خلا ، وما عدا ، وليس ، ولا يكون.
وزاد بعضهم في هذه الأدوات «لا سيّما» ، و «بله». وإدخالهما في هذا الباب خطأ على ما يبيّن بعد إن شاء الله تعالى.
وهذا الإخراج قد يكون مما دخل فيه الأول بعموم لفظ متقدّم أو بحكمه أو بالمعنى. فمثال إخراجك الثاني من عموم لفظ الأول : «قام القوم إلّا زيدا» ، فـ «زيد مخرج من «القوم» المتقدمي الذكر.
ومثال إخراجك الثاني من عموم حكم اللفظ الأول : «ما كلّمت زيدا إلّا يوم الجمعة».
فقولك : «ما كلّمت زيدا» ، يقتضي العموم في الزمان ، فأخرجت «يوم الجمعة» مما يقتضيه حكم اللفظ.
ومثال إخراجك الثاني من عموم مفهوم من معنى الكلام المتقدّم : «ما قام إلّا زيد» ، خرج «زيد» من عموم مفهوم معنى الكلام ، ألا ترى أنّ المعنى «ما قام أحد إلّا زيدا» ، إلّا أنّ هذا النوع لا يسمى استثناء إلّا بالنظر إلى معناه.