[٦ ـ تكرير المستثنيات] :
وإذا كررّت المستثنيات ، فلا يخلو أن يكون الأول هو الثاني أو لا يكون. فإن كان هو الثاني جرى الأول على حسب ما قدمنا ، وكان الثاني على حسب إعراب الأول ، مثل قوله [من الرجز] :
٦٣٢ ـ مالك من شيخك إلّا عمله |
|
إلّا رسيمه وإلّا رمله |
فـ «الرسيم» و «الرمل» هما عمله ، وهما ضربان من العدو.
فإذا كان الثاني غير الأول ، فلا يخلو أن يمكن استثناء بعضها من بعض أو لا يمكن. فإن يمكن فهي مستثنيات من الاسم الأول كلها ، نحو : «قام القوم إلّا زيدا إلّا عمرا إلّا بكرا».
إلا أن يكون الاستثناء من معدود ، نحو قولك : «لفلان عندي عشرة إلّا واحدا إلّا ثلاثا» ، فإنّ في ذلك خلافا.
فمنهم من ذهب إلى أنّها مستثنيات من المعدود الأول.
__________________
٦٣٢ ـ التخريج : الرجز بلا نسبة في الدرر ٣ / ١٦٧ ؛ ورصف المباني ص ٨٩ ؛ وشرح الأشموني ١ / ٢٣٢ ؛ وشرح التصريح ١ / ٣٥٦ ؛ وشرح ابن عقيل ص ٣١١ ؛ والكتاب ٢ / ٣٤١ ؛ والمقاصد النحوية ٣ / ١١٧ ؛ وهمع الهوامع ١ / ٢٢٧.
شرح المفردات : الرسيم والرمل : نوعان من السير.
المعنى : يقول : لا ينفعك من شيخك إلّا عمله ، والسير بك سيرا رفيقا لبلوغ هدفك.
الإعراب : «ما» : حرف نفي. «لك» : جار ومجرور متعلّقان بخبر محذوف. «من شيخك» : جار ومجرور متعلّقان بخبر محذوف ، وهو مضاف ، والكاف في محلّ جرّ بالإضافة. «إلّا» : حرف حصر. «عمله» : مبتدأ مؤخّر ، وهو مضاف ، والهاء ضمير في محلّ جرّ بالإضافة. «إلّا» : حرف زائد. «رسيمه» : بدل من «عمله» مرفوع ، وهو مضاف ، والهاء ضمير في محلّ جرّ بالإضافة. «وإلّا» : الواو حرف عطف ، «إلّا» : زائدة. «رمله» : معطوف على «رسيم» مرفوع ، وهو مضاف ، والهاء في محلّ جرّ بالإضافة.
الشاهد : قوله : «إلّا عمله إلّا رسيمه وإلّا رمله» حيث كرّر الشاعر المستثنى وكان الأول هو الثاني فجعل من الأول بدلا ثم عطف عليه الثاني.