باب الاستثناء المنقطع
الاستثناء المنقطع (١) ينقسم قسمين : قسم يتصوّر فيه الاتصال مجازا وأهل الحجاز لا يجيزون فيه إلّا النصب لأنّه فضلة بعد تمام الكلام ، ولا يجيزون فيه البدل من الأول ، لأنه ليس من جنسه ، فيكون بدل بعض من كل. وبنو تميم يجيزون فيه ما يجيزون في المتصل من الاستثناء والبدل ، لأنّهم لما جعلوه بالمجاز كأنّه بعض الأول ، ساغ لهم فيه البدل ، وذلك : «ما في الدار أحد إلّا حمارا» ، بالنصب على لغة أهل الحجاز.
ويجوز في لغة بني تميم الرفع على البدل ، لأنّهم جعلوا «الحمار» كأنّه «أحد». ووجه المجاز في ذلك أحد أمرين : إمّا أن يقام الثاني مقام الأول ليكون المحل للأول ، فلما وجد فيه الثاني جعل كأنه الأول ، لحلوله محله ، وذلك نحو قوله [من الوافر] :
٦٤١ ـ وخيل قد دلفت لها بخيل |
|
تحيّة بينهم ضرب وجيع |
__________________
(١) الاستثناء المنقطع هو ما كان فيه المستثنى من غير جنس المستثنى منه.
٦٤١ ـ التخريج : البيت لعمرو بن معديكرب في ديوانه ص ١٤٩ ؛ وخزانة الأدب ٩ / ٢٥٢ ، ٢٥٧ ، ٢٥٨ ، ٢٦١ ، ٢٦٢ ، ٢٦٣ ؛ وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٢٠٠ ؛ والكتاب ٣ / ٥٠ ؛ ونوادر أبي زيد ص ١٥٠ ؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ١ / ٣٤٥ ؛ والخصائص ١ / ٣٦٨ ؛ وشرح المفصل ٢ / ٨٠ ؛ والكتاب ٢ / ٣٢٣ ؛ والمقتضب ٢ / ٢٠ ، ٤ / ٤١٣.
اللغة : دلفت لها : تقدّمت إليها.
المعنى : كثيرا ما تقدّمت إلى الخيول المهاجمة بخيول مهاجمة ، وفرسان قادرين على تحيّة أعدائهم بضرب مؤلم ومميت.
الإعراب : وخيل : «الواو» : واو ربّ ، «خيل» : مبتدأ مرفوع محلّا ، مجرور لفظا بربّ المحذوفة. قد : حرف تحقيق وتقريب. دلفت : فعل ماض مبني على السكون ، و «التاء» : ضمير متصل في محلّ رفع فاعل. لها : جار ومجرور متعلقان بـ (دلفت). بخيل : جار ومجرور متعلقان بـ (دلفت). تحية : مبتدأ مرفوع