باب النفي بـ «لا»
لا يخلو أن تدخل على معرفة أو نكرة. فإن دخل على معرفة لم تعمل شيئا ولزم تكرارها. وزعم أبو العباس أنه لا يلزم تكرارها. وهذا فاسد ، بدليل أنّه لا يخلو أن تجعل : «لا زيد عندك» ، في جواب من قال : «أزيد عندك أم عمرو؟» أو في جواب من قال : «أزيد عندك»؟ فإن جعلته في جواب من قال : «أزيد عندك»؟ فباطل ، لأنّ جوابه : «نعم» أو «لا». وإن جعلته في جواب من قال : «أزيد عندك أم عمرو» ، فجوابه إنّما هو : «لا زيد عندي ولا عمرو» ، فأمّا قوله [من الطويل] :
٦٤٥ ـ بكت جزعا واسترجعت ثمّ آذنت |
|
ركائبها ألّا إلينا رجوعها |
__________________
٦٤٥ ـ التخريج : البيت بلا نسبة في خزانة الأدب ٤ / ٣٤ ؛ والدرر ٢ / ٢٣٣ ؛ ورصف المباني ص ٢٦١ ؛ وشرح المفصل ٢ / ١١٢ ؛ والكتاب ٢ / ٢٩٨ ؛ والمقتضب ٤ / ٣٦١ ؛ والمقرب ١ / ١٨٩ ؛ وهمع الهوامع ١ / ١٤٨.
اللغة : الجزع : الخوف. استرجعت : طلبت الرجوع من الرحيل لصعوبة فراق الأحبّة. آذنت : أعلمت. الركائب : المطيّ.
المعنى : يصوّر الشاعر جزع محبوبته التي فارقته وبكاءها واسترجعت لفراقه.
الإعراب : بكت : فعل ماض ، و «التاء» : للتأنيث ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : «هي». جزعا : مفعول لأجله ، أو مفعول مطلق ، أو حال تقديره «جازعة» منصوب. واسترجعت : «الواو» : حرف عطف ، «استرجعت» : فعل ماض ، و «التاء» للتأنيث ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : «هي». ثمّ : حرف عطف. آذنت : فعل ماض ، و «التاء» للتأنيث. ركائبها : فاعل مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، و «الهاء» : ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ بالإضافة. أن : تفسيريّة أو مخفّفة من «أنّ» واسمها ضمير الشأن. «لا» : حرف نفي. إلينا : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدّم. رجوعها : مبتدأ مؤخر ، وهو مضاف ، و «ها» : ضمير متّصل في محلّ جرّ بالإضافة.