[٣ ـ تابع اسم «لا»] :
وإذا أتبعت الاسم بعد «لا» في هذا الباب ، فلا يخلو أن يكون معربا أو مبنيّا. فإن كان معربا فعلى لفظه ، وإن أتبعت مبنيّا ، فلا يخلو أن تتبعه بنعت أو بعطف. فإن أتبعته بنعت ، فلا يخلو أن يكون النعت مضافا ، أو مطولا ، أو ليس بمضاف ، ولا بمطول.
فإن كان النعت مضافا ، أو مطولا ، فلا يجوز الإتباع فيه إلّا على لفظه ، نحو : «لا رجل صاحب دابّة في الدار» ، و «لا رجل خيرا من زيد في الوجود». فإن كان النعت ليس بمضاف ولا بمطول ، فيجوز لك أن تتبعه على اللفظ وعلى الموضع. فإذا أتبعت على الموضع فالرفع ليس إلّا ، وإذا أتبعت على اللفظ ، فيجوز لك وجهان : النصب والتنوين ، فتقول : «لا رجل عاقلا» ، والنصب بغير تنوين ، نحو : «لا رجل عاقل» ، فتجعل النعت مع المنعوت كالشيء الواحد.
فإن كررت النعت ، جاز لك وجهان : أن تتبعه على اللفظ ، وعلى الموضع. فإذا أتبعت على الموضع ، رفعت فتقول : «لا رجل عاقل كريم» ، فإن أتبعت على اللفظ ، قلت : «لا رجل عاقلا كريما». ولا يجوز النصب من غير تنوين ، لأنّه لا يجعل ثلاثة أسماء كالاسم الواحد.
فإن أتبعت بعطف ، فلا يخلو أن تكرر «لا» أو لا تكررها. فإن لم تكررها ، فيجوز العطف على اللفظ وعلى الموضع ، فتقول : «لا رجل وامرأة» ، على اللفظ ، و «امرأة» ، على الموضع. ولا يجوز في العطف على اللفظ النصب من غير تنوين ، لأنه لا يجعل ثلاثة أشياء كالشيء الواحد.
وحكى أبو الحسن الأخفش : «لا رجل في الدار وامرأة». ووجهه أن تكون «امرأة» اسم «لا» كأنه قال : ولا امرأة.
[٤ ـ تكرار «لا»] :
فإن كرّرت «لا» ، فلا يخلو أن تجعلها زائدة ، أو لا تجعلها زائدة. فإن جعلتها زائدة ، فحكم الاسم حكم ما تقدم. وإن لم تزدها ، فحكم «لا» الثانية على حكم الأولى ، فيجوز لك أن تجريها مجرى «ليس» ومجرى «إنّ». وقول الشاعر [من السريع] :
لا نسب اليوم ولا خلّة |
|
اتّسع الخرق على الراقع (١) |
__________________
(١) تقدم بالرقم ١٥٦.