فيتصور في «لا» من «ولا خلة ولا أب» أن تكون زائدة ، فيكون الاسم معطوفا على الموضع ، ويتصوّر أن تكون بمنزلة «ليس».
[٥ ـ إقحام اللام بين المضاف والمضاف إليه] :
ويجوز ذلك أن تقحم اللام بين المضاف والمضاف إليه في هذا الباب ، فتقول : «لا أخا لك» ، تريد : لا أخاك ، و «لا أبا لك» ، تريد : لا أباك ، وعليه قوله [من الطويل] :
أخاك أخاك إنّ من لا أخا له |
|
كساع إلى الهيجا بغير سلاح (١) |
ومن كلام العرب : «لا يدي لك بها». ومن ذلك قوله [من الرجز] :
٦٥١ ـ أهدموا بيتك لا أبا لكا |
|
وأنا أمشي الدّألى حوالكا |
__________________
(١) تقدم بالرقم ١٦٥.
٦٥١ ـ التخريج : الرجز للضبّ (وهذا ممّا تزعم العرب) في الحيوان ٦ / ١٢٨ ؛ والدرر ١ / ١١٩ ؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ١٣٠٩ ؛ والدرر ٢ / ٢١٦ ؛ وشرح شواهد الشافية ص ١٢ ؛ والكتاب ١ / ٣٥١ ؛ ولسان العرب ٢ / ١٤ (بيت) ، ١١ / ١٨٧ (حول) ، ١١ / ٢٣٣ (دأل) ؛ والمعاني الكبير ص ٦٥٠ ؛ وهمع الهوامع ١ / ٤١ ، ١٤٥.
اللغة : الدألى : مشية تشبه مشية الذئب ، عند ما يريد اصطيادا.
المعنى : أتراهم هدّموا بيتك ، وأنا أنتظر كالذئب لأنقضّ عليك.
الإعراب : أهدموا : «الهمزة» : حرف استفهام ، «هدموا» : فعل ماض مبني على الضمّ ، و «الواو» : ضمير متصل في محلّ رفع فاعل ، و «الألف» : للتفريق. بيتك : مفعول به منصوب بالفتحة ، و «الكاف» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة. لا : النافية للجنس. أبا : اسم (لا) منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة. لك : «اللام» : زائدة ، و «الكاف» : ضمير متصل في محلّ جرّ مضاف إليه. وأنا : «الواو» : حالية ، «أنا» : ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ. أمشي : فعل مضارع مرفوع بضمّة مقدّرة على الياء ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (أنا). الدألى : مفعول مطلق منصوب بالفتحة المقدّرة على الألف (نوع من المشي). حوالكا : مفعول فيه ظرف مكان منصوب بفتحة مقدّرة على الياء المحذوفة (الأصل حواليك) ، و «الكاف» : ضمير متصل في محلّ جرّ مضاف إليه ، و «الألف» : للإطلاق.
وجملة «هدموا» : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «لا أبا لك موجود» : اعتراضية لا محلّ لها. وجملة «أنا أمشي» : في محلّ نصب حال. وجملة «أمشي» : في محلّ رفع خبر (أنا).
والشاهد فيه قوله : «لا أبا لك» حيث جاءت (اللام) زائدة لا معنى لها ، فالأصل (لا أباك).