وكذلك الظروف غير المتمكنة ، لأنّها لقلة تمكنها أشبهت الحروف. وأسماء الاستفهام والشرط لأنّها لا يعلم ما تقع عليه ، وإنّما يصغر الشيء إذا علم أنه صغير. وأيضا فإنها عامة ، وتصغيرها يخرجها عن العموم إذ لا يتناول التصغير إلّا حقيرا.
والأسماء المختصة بالنفي و «غير» لم تصغر ، لأنّ تصغيرها يخرجها عن عمومها ، ألا ترى أنّ «أحدا» يتناول جميع الناس ، وكذلك «غير» يتناول ما عدا المضاف إليه. وأما أسماء الأسبوع فامتنعوا عن تصغيرها بتصغير «يوم». وأما الأسماء المصغرة ، نحو : «كميت» إنّما لم تصغر لئلا يؤدي تصغيرها إلى جمع بين حرفي معنى.
وإنما لم تصغر الأسماء العاملة ، لأن تصغيرها يقوّي فيها جانب الاسمية ، فلا يجوز أن تعمل.
وإنما لم تصغر جموع الكثرة ، لأنه لا فائدة في تصغيرها ، ألا ترى أنّ «دراهم» تقع على ما فوق العشرة إلى ما لا يتناهى كثرة ، فإن صغّرتها ، فإنّك تقصد تقليلها ، وليس لك ما يعطي ، ذلك لأنّ كل عدد يقل ويكثر بالإضافة إلى غيره بخلاف جموع القلّة لأنّها تقع على العشرة فما دونها ، فإذا قلّلت علم أنّ العدد أقل من عشرة ، ولا يتصوّر ذلك فيما كان من الجموع للكثرة.
والاسم المصغر لا يخلو من أن يكون مركبا أو غير مركب. فإن كان مركبا صغر الصدر منه ، نحو : «بعلبك» تقول : «بعيلبكّ». وإن لم يكن مركبا فلا يخلو من أن يكون مفردا ، أو مثنى ، أو مجموعا.
فإن كان مجموعا فإما جمع سلامة ، أو جمع تكسير ، أو اسم جمع ، أو اسم جنس.
فإن لم يكن جمع تكسير صغّر على لفظه. وإن كان جمع تكسير فإمّا جمع قلّة ، أو جمع كثرة. فإن كان جمع قلة صغّر على لفظه ، نحو : «أفلس» ، تقول فيها : «أفيلس». وإن كان جمع كثرة فإما أن يكون له واحد من لفظه أو لا يكون. فإن لم يكن له واحد من لفظه ، نحو : «عباديد» (١) و «شماطيط» (٢) ، ردّ إلى واحده على القياس ، فقلت : «عبيديد» ، لأنّ
__________________
(١) عباديد : متفرّقة. تقول : جاءت الخيل عباديد.
(٢) شماطيط : متفرّقة أيضا.