باب المخاطبة
غرضه في هذا الباب أن يذكر أسماء الإشارة بالنظر إلى الإفراد ، والتثنية ، والجمع ، والتذكير ، والتأنيث. وقد بيّن ذلك في باب النعت ، فلا يحتاج إليه ، وأن يذكر أيضا اختلاف حرف الخطاب اللاحق أسماء الإشارة بالنظر إلى الإفراد ، والتثنية ، والجمع ، والتذكير ، والتأنيث ، وهو الكاف. وحكمه في ذلك حكم الكاف التي هي ضمير ، وقد تقدّم تبيين الضمائر كلها ، فلا يحتاج أيضا إلى إعادة شيء منها.
وسمّى هذا الباب باب المخاطبة ، ليذكر أحكام حرف الخطاب فيه ، وأسماء الإشارة وهي لا تستعمل إلّا للحضور.
وحكم هذا الباب أن يجعل اسم الإشارة على حسب المسؤول عنه من إفراد ، أو تثنية ، أو جمع ، أو تذكير ، أو تأنيث ، وحرف الخطاب على حسب المسؤول. فتكون المسائل في هذا الباب ستة وثلاثين مسألة.
وذلك أنّ المسؤول عنه إمّا مثنّى ، أو مفرد ، أو مجموع ، وكلّ واحد من هذه الثلاثة إمّا مذكّر وإما مؤنث. فالمسؤول عنه ستة أنواع.
والمسؤول على ذلك الحد ينقسم ستة أقسام. وستة مضروبة في ستة مبلغها ستة وثلاثون.
بيان ذلك أنّك لا تخلو أن تسأل مفردا عن مفرد ، أو مثنّى عن مثنّى ، أو جمعا عن جمع ، أو مفردا عن مثنّى أو مجموع ، أو مثنّى عن مفرد أو مجموع ، أو جمعا عن مفرد أو مجموع ، أو جمعا عن مفرد أو مثنّى.
فإذا سألت المفرد عن المفرد ، تصور في ذلك أربعة مسائل : أن تسأل مذكّرا عن مذكر ، أو مؤنثة عن مؤنثة ، أو مذكّرا عن مؤنثة ، أو مؤنثة عن مذكر.