ومنهم من ذهب إلى أنّه منصوب باسم الفاعل نفسه. وهو الصحيح ، ألا ترى أنه لا يسوغ إضمار في باب «ظننت»؟ ألا ترى أنّك إذا قلت : «هذا ظانّ زيد قائما أمس» ، لا يتصور أن يكون «قائما» محمولا على فعل مضمر ، لأن «ظانّا» يطلب اسمين مما لا يخلو أن يجعل الثاني محذوفا حذف اقتصار أو حذف اختصار.
فالاقتصار لا يجوز في هذا الباب ، والاختصار بمنزلة الثابت ، فصحّ إعماله في الثاني بمعنى المضيّ. وإنما عمل لأنّه أشبه اسم الفاعل بمعنى الحال والاستقبال في أنّه طالب لاسم بعده وفيه ما يقوم مقام التنوين وهو المضاف إليه.
[٢ ـ اسم الفاعل المعرّف بـ «أل» وغير المعرّف بها] :
واسم الفاعل لا يخلو من أن يكون فيه الألف واللام أو لا يكون ، فإن كانت فيه الألف واللام ، فلا يخلو من أن يكون مفردا أو مثنّى أو مجموعا جمع سلامة لأنّ جمع التكسير يجري مجرى المفرد في جميع أحواله.
فإن كان مفردا فلا يخلو أن يكون في معموله الألف واللام أو مضافا إلى ما فيه الألف واللام أو لا يكون. فإن كان في معموله الألف واللام ، أو كان مضافا إلى ما فيه الألف واللام ، جاز فيه وجهان : الخفض والنصب. مثال ذلك : «جاءني الضارب الرجل» ، و «رأيت الضارب غلام الرجل».
فإن لم يكن في معموله الألف واللام ، ولا كان مضافا لما فيه الألف واللام لم يجز إلّا النصب ، مثاله : «جاءني الضارب زيدا».
فإن كان مثنى أو مجموعا جمع سلامة ، فلا يخلو أن تثبت النون أو تحذفها ، فإن أثبتها فالنصب ليس إلّا ، مثاله : «هذان الضاربان زيدا» ، و «هؤلاء الضاربون زيدا».
فإن حذفتها فلا يخلو من أن تحذفها للطول أو للإضافة ، فإن حذفتها للطول فالنصب ليس إلّا ، مثال ذلك : «هذان الضاربا زيدا» ، و «هؤلاء الضاربو زيدا». فإن حذفتها للإضافة فالخفض ليس إلّا ، مثال ذلك : «هذان الضاربا زيد» ، و «هؤلاء الضاربو زيد».
فإن لم يكن فيه الألف واللام ، فلا يخلو أن يكون بمعنى الحال والاستقبال ، أو بمعنى المضيّ. فإن كان بمعنى الحال والاستقبال جاز فيه وجهان : حذف التنوين والنون والإضافة ، مثال ذلك قوله : «هذا ضارب زيد» ، و «هذان ضاربا زيد» ، و «هؤلاء ضاربو