و «العناق» أنثى بدليل جمعهم لها على «أعنق» ، و «أفعل» لا تكون جمعا لـ «فعال» المذكّر ، وأيضا فإن لها مذكرا في مقابلها من غير لفظها وهو «جدي».
وكذلك «الرخل» أنثى وهي الشاة. و «الضبع» أنثى أريد به الحيوان أو السنة الجدبة ، بدليل قوله [من البسيط] :
٧٠٣ ـ [أبا خراشة أمّا أنت ذا نفر] |
|
فإنّ قومي لم تأكلهم الضبع |
والمذكر «ضبعان».
وأما «الإبل» ، و «الغنم» و «الضأن» و «المعز» فمؤنثات ، لأنّها أسماء جموع مما لا
__________________
٧٠٣ ـ التخريج : البيت لعباس بن مرداس في ديوانه ص ١٢٨ ؛ والأشباه والنظائر ٢ / ١١٣ ؛ والاشتقاق ص ٣١٣ ؛ وخزانة الأدب ٤ / ١٣ ، ١٤ ، ١٧ ، ٢٠٠ ، ٥ / ٤٤٥ ، ٦ / ٥٣٢ ، ١١ / ٦٢ ؛ والدرر ٢ / ٩١ ؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٤٧٩ ؛ وشرح شواهد المغني ١ / ١١٦ ، ١٧٩ ؛ وشرح قطر الندى ص ١٤٠ ؛ ولجرير في ديوانه ١ / ٣٤٩ ؛ والخصائص ٢ / ٣٨١ ؛ وشرح المفصل ٢ / ٩٩ ، ٨ / ١٣٢ ؛ والشعر والشعراء ١ / ٣٤١ ؛ والكتاب ١ / ٢٩٣ ؛ ولسان العرب ٦ / ٢٩٤ (خرش) ، ٨ / ٢١٧ (ضبع) ؛ والمقاصد النحويّة ٢ / ٥٥ ؛ وبلا نسبة في الأزهيّة ص ١٤٧ ؛ وأمالي ابن الحاجب ١ / ٤١١ ، ٤٤٢ ؛ والإنصاف ١ / ٧١ ؛ وأوضح المسالك ١ / ٢٦٥ ؛ وتخليص الشواهد ص ٢٦٠ ؛ والجنى الداني ص ٥٢٨ ؛ وجواهر الأدب ١٩٨ ، ٤١٦ ، ٤٢١ ؛ ورصف المباني ص ٩٩ ، ١٠١ ؛ وشرح الأشموني ١ / ١١٩ ؛ وشرح ابن عقيل ص ١٤٩ ؛ ولسان العرب ١٤ / ٤٧ (أما) ؛ ومغني اللبيب ١ / ٣٥ ؛ والمنصف ٣ / ١١٦ ؛ وهمع الهوامع ١ / ٢٣.
اللغة والمعنى : أبو خراشة : كنية الشاعر خفاف بن ندبة. النفر : جماعة من الناس ، وهنا تعني الكثرة. الضبع : حيوان معروف ، وهنا تعني السنوات المجدبة.
يقول : يا أبا خراشة لا تفخر عليّ بكثرة عدد رجالك ، فإنّما قومي لم تكن قلّتهم بسبب الجوع والحرمان ، ولم تؤثّر فيهم السنوات المجدبة. ولكن بسبب الجهاد والحرب ، وهذا هو عزّهم ومجدهم.
الإعراب : أبا : منادى منصوب بالألف لأنّه من الأسماء الستة ، وهو مضاف. خراشة : مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنّه ممنوع من الصرف. أمّا : مركّبة من «أن» المصدرية و «ما» الزائدة ، أتي بها للتعويض عن «كان» المحذوفة. أنت : اسم «كان» المحذوفة. ذا : خبر «كان» المحذوفة منصوب بالألف لأنّه من الأسماء الستّة ، وهو مضاف. نفر : مضاف إليه مجرور. فإنّ : الفاء : للتعليل. إنّ : حرف مشبّه بالفعل. قومي : اسم «إنّ» منصوب ، وهو مضاف ، والياء : مضاف إليه. لم : حرف نفي وجزم وقلب. تأكلهم : فعل مضارع مجزوم. و «هم» : ضمير في محلّ نصب مفعول به. الضبع : فاعل مرفوع.
وجملة (أبا خراشة ..) لا محلّ لها من الإعراب لأنّها ابتدائيّة. وجملة (أنت ذا نفر) لا محلّ لها من الإعراب لأنّها صلة الموصول. وجملة (إنّ قومي ..) لا محلّ لها من الإعراب لأنّها استئنافية ، أو تعليليّة. وجملة (لم تأكلهم الضبع) في محلّ رفع خبر «إنّ».
والشاهد فيه قوله : «لم تأكلهم الضبع» حيث دلّت التاء في (تأكلهم) على تأنيث (الضبع).