يعقل. وأما «الأروى» فاختلف فيه ، فقيل يقع على المذكر والأنثى «أرويّة» ، وقد قيل : إنّه اسم جمع يتناول المؤنث والمذكر ، فهو مؤنث على قياس أسماء الجموع لما لا يعقل وهو الصحيح. والدليل على أنّها تقع على المذكر والمؤنث قولهم : «ما أنت إلا كبارح الأروى قلّ ما يرى» (١). ولا يخصّون مذكرا من مؤنث.
والدليل على تأنيثها قوله [من الطويل] :
٧٠٤ ـ فمالك من أروى تعاديت بالعمى |
|
وصادفت كلّابا مطلّا وراميا |
والعقاب أنثى بدليل قولهم [من الطويل] :
٧٠٥ ـ كأنّي بفتخاء الجناحين لقوة |
|
[دفوف من العقبان طأطأت شملالي] |
__________________
(١) هذا القول من أمثال العرب ، وهو برواية «أنت كبارح الأروى» في المستقصى ١ / ٣٧٩ ؛ وبرواية «كبارح الأروى» في جمهرة الأمثال ٢ / ١٦٩. يضرب لمن تطول غيبته.
٧٠٤ ـ التخريج : البيت لابن أحمر في ديوانه ص ١٧٣ ؛ ولسان العرب ١٤ / ٥ (أبي) ؛ وتهذيب اللغة ٣ / ١١٦ ، ١٥ / ١٠٤ ؛ وتاج العروس (عدو) ، (أبي) ؛ وبلا نسبة في لسان العرب ١٥ / ٤١ (عدا) ؛ وجمهرة اللغة ص ٢٣٦ ، ١٠٩١ ؛ ومجمل اللغة ٣ / ٤٥٦ ؛ والمخصص ٥ / ٧٢ ، ٦ / ١٢٥ ، ١٣ / ١٥٥.
اللغة : الأروى : جمع أروية وهي أنثى الوعل. تعادى القوم : مات بعضهم إثر بعض في شهر واحد أو عام واحد ، ولعلّها من العدوى والإصابة. الكلّاب : صاحب الكلاب. المطلّ : الشاخص ، البادي.
المعنى : يبدو أنك تشبهين أنثى الوعول التي أصابها العمى ، ولمحت صاحب كلاب يعدو إثرها ، وراميا ينوي اصطيادها ، فخافت إلى حدّ خوفك.
الإعراب : فما : «الفاء» : بحسب ما قبلها ، «ما» : اسم استفهام في محلّ رفع خبر مقدّم. لك : جار ومجرور متعلقان بـ (ما). من أروى : «من» : حرف جرّ زائد ، «أروى» : اسم مجرور لفظا ، منصوب محلا على أنه تمييز. تعاديت : فعل ماض مبني على السكون ، و «التاء» : ضمير متصل في محلّ رفع فاعل. بالعمى : جار ومجرور بكسرة مقدّرة على الألف ، متعلقان بـ (تعاديت). وصادفت : «الواو» : للعطف ، «صادفت» : فعل ماض مبني على السكون ، و «التاء» : ضمير متصل في محلّ رفع فاعل. كلّابا : مفعول به منصوب بالفتحة. مطلّا : صفة (كلّابا) منصوبة بالفتحة. وراميا : «الواو» : للعطف ، «راميا» : معطوف على (كلّابا) منصوب بالفتحة.
وجملة «فمالك من أروى» : بحسب الفاء. وجملة «تعاديت» : في محلّ جر أو نصب صفة لـ (أروى) على اللفظ أو على المحل. وجملة «صادفت» : معطوفة عليها.
والشاهد فيه قوله : «أروى تعاديت بالعمى وصادفت» حيث جاء بتاء التأنيث المتحركة دليلا على تأنيث (أروى).
٧٠٥ ـ التخريج : البيت لامرىء القيس في ديوانه ص ٣٨ ؛ ولسان العرب ٩ / ١٠٤ (دفف) ،