باب ما يذكّر ويؤنث من غير ما ذكرنا
أمّا «السبيل» فالدليل على تذكيره قوله تعالى : (وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً)(١). والدليل على تأنيثه قوله تعالى : (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي)(٢).
وكذلك «الطريق» ، يقال : «طريق واضح وواضحة» ، قال الشاعر [من الكامل] :
٧١٩ ـ إنّ المروءة [والسماحة ضمّنا |
|
قبرا بمرو على الطريق الواضح] |
__________________
(١) سورة الأعراف : ١٤٦.
(٢) سورة يوسف : ١٠٨.
٧١٩ ـ التخريج : البيت لزياد الأعجم في ديوانه ص ٥٤ ؛ والأغاني ١٥ / ٣٠٨ ؛ وأمالي المرتضى ١ / ٧٢ ؛ وسمط اللآلي ص ٩٢١ ؛ والشعر والشعراء ١ / ٤٣٨ ؛ والمقاصد النحوية ٢ / ٥٠٢ ؛ وللصلتان العبدي في أمالي المرتضى ٢ / ١٩٩ ؛ وبلا نسبة في الإنصاف ٢ / ٧٦٣.
اللغة والمعنى : السماحة : الكرم. المروءة : النخوة. مرو : مدينة في خراسان.
يقول : إنّ الكرم والنخوة وسائر الفضائل قد دفنت بموت «المغيرة» الذي دفن في مرو ، لأنّه لا يحقّ لسواه أن يتّصف بها. وهذا من باب الغلوّ.
الإعراب : إنّ : حرف مشبّه بالفعل. المروءة : اسم «إنّ» منصوب. والسماحة : الواو : حرف عطف ، السماحة : معطوفة على «المروءة». ضمّنا : فعل ماض للمجهول ، والألف : في محلّ رفع نائب فاعل. قبرا : مفعول به منصوب. بمرو : جار ومجرور متعلّقان بمحذوف صفة لـ «قبرا». على الطريق : جار ومجرور متعلّقان بمحذوف الصفة أيضا. الواضح : نعت لـ «الطريق» مجرور.
وجملة (إن المروءة ...) الاسميّة لا محلّ لها من الإعراب لأنّها ابتدائيّة. وجملة (ضمّنا) الفعليّة في محلّ رفع خبر «إنّ».
والشاهد فيه قوله : «الطريق الواضح» حيث ذكّر «الطريق» هنا.