وذلك فاسد ، لأنّه لم يكثر كثرة توجب القياس. وحمل قوله تعالى : (إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ ،) على أن يكون قد حذف منه التاء ، مثل قوله : «قال فلانة» ، وكذلك قوله [من الطويل] :
عشيّة قام النّائحات ... |
|
... البيت (١) |
وأمّا [من البسيط] :
٧٢٦ ـ قالت بنو عامر [خالوا بني أسد |
|
يا بؤس للجهل ضرّارا لأقوام] |
فيكون مؤنثا على المعنى لأنّه إذا قال : قالت بنو عامر ، فكأنّه قال : قالت أولاد عامر ، مثل قوله [من البسيط] :
٧٢٧ ـ [يا أيّها الراكب المزجي مطيّته] |
|
سائل بني أسد ما هذه الصوت |
__________________
(١) تقدم بالرقم ٧٢٥.
٧٢٦ ـ التخريج : البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص ٨٢ ؛ وتذكرة النحاة ص ٦٦٥ ؛ وخزانة الأدب ٢ / ١٣٠ ـ ١٣٢ ، ١١ / ٣٣ ، ٣٥ ؛ والدرر ٣ / ١٩ ؛ وسرّ صناعة الإعراب ١ / ٣٣٢ ؛ وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٢١٨ ؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٤٥٨ ؛ والشعر والشعراء ١ / ١٠١ ؛ والكتاب ٢ / ٢٧٨ ؛ ولسان العرب ١٤ / ٢٣٩ (خلا) ؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص ١١٥ ، ٢٨٨ ؛ وخزانة الأدب ٤ / ١٠٨ ؛ والخصائص ٣ / ١٠٦ ؛ ورصف المباني ص ١٦٨ ، ٢٤٥ ؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ١٤٨٣ ؛ وشرح المفصل ٣ / ٦٨ ، ٥ / ١٠٤ ؛ واللامات ص ١٠٩ ؛ وهمع الهوامع ١ / ١٧٣.
اللغة : خالوا : قاطعوا واتركوا.
المعنى : قالت قبيلة عامر : قاطعوا بني أسد ، فما أجهلهم ، والجهل يضرّ الناس كثيرا.
الإعراب : «قالت» : فعل ماض مبني على الفتح ، و «التاء» : تاء التأنيث الساكنة. «بنو» : فاعل مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكّر السالم. «عامر» : مضاف إليه مجرور بالكسرة. «خالوا» : فعل أمر مبني على حذف النون لاتصاله بواو الجماعة ، و «الواو» : ضمير متصل في محلّ رفع فاعل ، والألف للتفريق. «بني» : مفعول به منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكّر السالم. «أسد» : مضاف إليه مجرور بالكسرة. «يا» : حرف نداء للتعجب. «بؤس» : منادى شبيه بالمضاف منصوب بالفتحة. «للجهل» : جار ومجرور متعلّقان بـ «بؤس». «ضرارا» : حال منصوبة بالفتحة. «لأقوام» : جار ومجرور متعلّقان بـ «ضرارا».
وجملة «قالت بنو عامر» : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «خالوا» : في محلّ نصب مفعول به مقول القول. وجملة «يا بؤس» : استئنافية لا محلّ لها.
والشاهد فيه قوله : «قالت بنو عامر» حيث ألحق تاء التأنيث بالفعل مع أن الفاعل مذكّر ، وحمل هذا على أنه أنث على المعنى : قالت أولاد عامر.
٧٢٧ ـ التخريج : البيت لرويشد بن كثير الطائي في الدرر ٦ / ٢٣٩ ؛ وسرّ صناعة الإعراب ص ١١ ؛