وإن كان المضمر ضمير جمع ، لا يحتاج إلى علامة ، نحو قولك : «الجذوع انكسرت». وأمّا الضمير فلا يخلو أن يعود على مفرد ، أو مثنى ، أو مجموع.
فإن عاد على مفرد أو مثنى كان على حسب ما يعود عليه من إفراد وتثنية وجمع ، نحو : «هند ضربتها» ، و «الهندان ضربتهما».
فإن عاد على مجموع ، فلا يخلو أن يكون جمع سلامة ، أو جمع تكسير ، أو اسم جمع ، أو اسم جنس. فإن كان اسم جنس ، فيعود الضمير عليه مفردا ، مثل قولك : «الشجر قطعتها» ، و «التين أكلتها».
فإن كان اسم جمع ، فلا يخلو أن يكون لمن يعقل أو لما لا يعقل. فإن كان لمن يعقل ، فيعود الضمير عليه كما يعود على المذكر وليس من هذا الباب.
فإن كان لما لا يعقل ، فيعود الضمير عليه كما يعود على المؤنث المفرد ، مثل قولك : «الإبل حلبتها».
فإن كان جمع تكسير ، فلا يخلو أن يكون لمن يعقل أو لما لا يعقل. فإن كان لمن يعقل ، فلا يخلو أن يكون مذكرا أو مؤنثا.
فإن كان مذكرا ، فيعود الضمير عليه كما يعود على جماعة المذكرين. وقد يعود الضمير عليه كما يعود على واحد المؤنث ، نحو : «الرجال والنساء وأعجازها».
فإن كان مؤنثا ، فيعود الضمير عليه كما يعود على جماعة المؤنث ، نحو قولك :
__________________
الإعراب : «وإمّا» : الواو بحسب ما قبلها ، «إمّا» : «إن» : حرف شرط جازم ، و «ما» : زائدة. «تري» : فعل مضارع مجزوم بحذف النون لأنّه فعل الشرط ، والياء ضمير في محلّ رفع فاعل. «لمتي» : مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل الياء ، و «الياء» ضمير متصل في محل جر بالإضافة. «بدّلت» : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ، و «التاء» للتأنيث ، و «نائب الفاعل» ضمير مستتر تقديره : هي. «فإنّ» : الفاء رابطة جواب الشرط ، «إنّ» حرف مشبّه بالفعل. «الحوادث» : اسم «إن» منصوب. «أودى» : فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : «هي». «بها» : جار ومجرور متعلّقان بـ «أودى».
وجملة : «إمّا تري ...» الشرطية بحسب ما قبلها ، وجملة «بدّلت» في محلّ نصب حال. وجملة «إن الحوادث ...» في محل جزم جواب شرط. وجملة «أودى بها» في محلّ رفع خبر «إنّ».
الشاهد : قوله : «إن الحوادث أودى بها» حيث لم يلحق تاء التأنيث الفعل الذي هو «أودى» مع كونه مسندا إلى ضمير مستتر عائد إلى اسم مؤنث ، وهو «الحوادث» ، وذلك للضرورة الشعريّة.