«النساء قمن». وقد يعود الضمير عليه كما يعود على الواحدة المؤنثة ، نحو قوله [من الوافر] :
٧٢٩ ـ تركنا الخيل والنّعم المندّى |
|
وقلنا للنّساء بها أقيمي |
فإن كان لما لا يعقل ، فإنّ الضمير يعود عليه مجموعا ، وقد يعود عليه كما يعود على الواحدة المؤنثة ، فتقول : «الجذوع انكسرن وانكسرت» ، و «الأجذاع طلن وطالت» ، إلّا أنّ الأفصح في جمع القلة أن يعامل في الضمير معاملة الجمع ، والأفصح في جمع الكثرة أن يعامل الضمير معاملة الواحدة من المؤنث.
وقد يعود الضمير عليه كما يعود على الواحد المذكر ، نحو قوله تعالى : (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ)(٢).
فإن كان جمع سلامة ، فلا يخلو أن يكون مذكرا أو مؤنثا. فإن كان مذكرا ، فيعود عليه ضمير جماعة المذكرين. وإن كان مؤنثا ، فيعود عليه ضمير جماعة المؤنثين.
وأمّا الصفة ، فلا يخلو أن تكون قد عملت في ظاهر أو مضمر. فإن عملت في ظاهر ،
__________________
٧٢٩ ـ التخريج : البيت بلا نسبة في المقرب ص ٩٤.
اللغة : النعم : الإبل خاصة ، وتطلق على الإبل والغنم. المندّى : التي وردت الماء ثم رعت ثم وردت.
المعنى : لقد تركنا الخيل والإبل التي شربت ورعت حتى الكفاية ، وقلنا للنساء ابقين هنا في إقامة وادعة.
الإعراب : تركنا : فعل ماض مبني على السكون ، و «نا» : ضمير متصل في محلّ رفع فاعل. الخيل : مفعول به منصوب بالفتحة. والنعم : «الواو» : للعطف ، «النعم» : معطوف على (الخيل) منصوب بالفتحة. المندّى : صفة (النعم) منصوبة بالفتحة. وقلنا : «الواو» : للعطف ، «قلنا» : فعل ماض مبني على السكون ، و «نا» : ضمير متصل في محلّ رفع فاعل. للنساء : جار ومجرور متعلقان بـ (قلنا). بها : جار ومجرور متعلّقان بـ (أقيمي). أقيمي : فعل أمر مبني على حذف النون لاتصاله بياء المخاطبة المؤنّثة ، و «الياء» : ضمير متصل في محلّ رفع فاعل.
وجملة «تركنا» : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «قلنا» : معطوفة عليها لا محلّ لها. وجملة «أقيمي» : في محلّ نصب مفعول به (مقول القول).
والشاهد فيه قوله : «للنساء بها أقيمي» حيث عاد الضمير المتصل المفرد (ياء المخاطبة المؤنثة) على جمع الإناث (النساء).
(١) سورة النحل : ٦٦.