فحكمه حكم الفعل إذا رفع الظاهر ، وإن عملت في مضمر ، فحكمها حكم الفعل إذا رفع المضمر.
وأما الإشارة ، فحكمها حكم المضمر المفرد في موضع يفرد فيه ، ويثنى حيث يثنى ، ويجمع حيث يجمع.
وأمّا المذكّر إذا أخبرت عنه إخبار المؤنث ، ألحقت علامة التأنيث ، ولا يخبر عنه إخبار المؤنث إلّا في قليل على المعنى ، نحو قولهم : «فلان لغوب أتته كتابي فاحتقرها». يريد : صحيفتي. إلّا أن يكون المذكر مضافا إلى مؤنّث في المعنى ، ويجوز أن تلفظ بالثاني وأنت تريد الأول ، وذلك نحو قولك : «ذهبت بعض أصابعه». و «البعض» مذكر وأخبر عنه إخبار المؤنث لما ذكر نحو قوله [من الوافر] :
٧٣٠ ـ إذا بعض السّنين تعرّقتنا |
|
كفى الأيتام فقد أبي اليتيم |
فأخبر عن «بعض السنين» كما يخبر عن المؤنث لأنّ «بعض السنين» في المعنى سنون. وكذلك : (يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ)(٢). لأنّ بعض السيارة سيارة. أو يكون المذكّر
__________________
٧٣٠ ـ التخريج : البيت لجرير في ديوانه ص ٢١٩ ؛ وخزانة الأدب ٤ / ٢٢٠ ، ٢٢١ ؛ وشرح أبيات سيبويه ١ / ٥٦ ؛ والكتاب ١ / ٥٢ ، ٦٤ ؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٣ / ١٩٧ ؛ وشرح المفصل ٥ / ٩٦ ؛ ولسان العرب ٢ / ٥٧ (صوت) ، ١٠ / ٢٤٥ (عرق) ؛ والمقتضب ٤ / ١٩٨.
اللغة : تعرقتنا : أذهبت أموالنا ، وأهزلتنا.
المعنى : إذا جاءت بعض السنين الجدباء ، فأذهبت أموالنا ، قام هشام بن عبد الملك برعاية الأيتام فكفاهم فقد آبائهم.
الإعراب : إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان ، متضمّن معنى الشرط ، متعلق بجوابه. بعض : فاعل مرفوع بالضمّة لفعل محذوف تقديره (تعرقتنا). السنين : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكّر السالم ، و «النون» : عوضا عن التنوين في الاسم المفرد. تعرقتنا : فعل ماض مبني على الفتح ، و «التاء» : للتأنيث ، و «نا» : ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هي). كفى : فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هو). الأيتام : مفعول به أوّل منصوب بالفتحة. فقد : مفعول به ثان منصوب بالفتحة. أبي : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة. اليتيم : مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وجملة «تعرقت بعض» : في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة «تعرقتنا» : تفسيرية لا محلّ لها. وجملة «كفى» : جواب شرط غير جازم لا محلّ لها. وجملة «إذا تعرفتنا بعض السنين كفى» : ابتدائية لا محل لها.
والشاهد فيه قوله : «بعض السنين تعرقتنا» حيث أخبر عن «بعض» إخبار المؤنث لأنه مضاف إلى مؤنث ، فتلفظ بالثاني وهو يريد الأول.
(١) سورة يوسف : ١٠.