إليه ، ولا يعمل المضاف إليه فيما أضيف إليه ، ولذلك ذهب كثير من النحويين إلى زيادة «إذ» في مثل قوله [من الخفيف]
٧٣٦ ـ بينما نحن بالأراك معا |
|
إذ أتى راكب على جمله |
لأنّ «إذ» مضافة إلى ما بعدها ، فلا يعمل ما بعدها فيما قبلها. وهذا قد يسوغ على غير زيادة «إذ» ، وذلك أن تقدّر قبل «بينما» و «بينا» عاملا يفسره ما بعده.
وقد تقدم الخلاف في الغاء «إنّما» وأخواتها وإعمالها ، والصحيح من ذلك. وقوله [من الكامل] :
٧٣٧ ـ بينا تعانقه الكماة [وروغه |
|
يوما أتيح له جريء سلفع] |
__________________
٧٣٦ ـ التخريج : البيت لجميل بثينة في ديوانه ص ١٨٨ ؛ وشرح شواهد المغني ١ / ٣٦٦ ، ٢ / ٧٢٢ ؛ والمقاصد النحوية ٣ / ٣٣٩ ؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب ٧ / ٦٣ ، ٧٣ ؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ١٧٨٤.
اللغة : الأراك : واد قرب جبل الهذيل.
المعنى : فوجئنا ، بينما كنا بوادي الأراك ، يقدوم رجل على جمله إلينا.
الإعراب : بينما : ظرف مكفوف بما. نحن : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. بالأراك : جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف. معا : حال. إذ : حرف للمفاجأة لا محل له. أتى : فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر. راكب : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. على جمله : جار ومجرور متعلقان باسم الفاعل «راكب». و «جمل» : مضاف ، و «الهاء» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
وجملة «نحن بالأراك معا» ابتدائية لا محل لها. وجملة «أتى» : استئنافية لا محل لها.
والشاهد فيه قوله : «إذ أتى» حيث جاءت «إذ» زائدة لا عمل لها ، لأنها مضافة إلى ما بعدها فلا يعمل ما بعدها فيما قبلها.
٧٣٧ ـ التخريج : البيت لأبي ذؤيب في الأشباه والنظائر ٢ / ٤٨ ؛ وخزانة الأدب ٥ / ٢٥٨ ، ٧ / ٧١ ، ٧٣ ، ٧٤ ؛ والدرر ٣ / ١٢٠ ؛ وسرّ صناعة الإعراب ١ / ٢٥ ، ٢ / ٧١٠ ؛ وشرح أشعار الهذليين ١ / ٣٧ ؛ وشرح شواهد المغني ١ / ٢٦٣ ، ٢ / ٧٩ ؛ وشرح المفصل ٣ / ٣٤ ؛ ولسان العرب ١٣ / ٦٥ (بين) ؛ وبلا نسبة في الخصائص ٣ / ١٢٢ ؛ ورصف المباني ص ١١ ؛ وشرح المفصل ٤ / ٩٩ ؛ وهمع الهوامع ١ / ٢١١.
اللغة : الكماة : جمع كمي وهو المقاتل الذي ستر نفسه بالسلاح. روغه : مصدر راغ أي : مال وحاد عن الشي. جريء : ذو جرأة. سلفع : جسور واسع الصدر.
المعنى : إن هذا البطل الشجاع بينما كان يعانق الشجعان ويروغ عنهم أي يلتحم بهم أحيانا ويبتعد أخرى ، قدّر له شجاع جسور ذو جرأة فأرداه قتيلا. والمراد : أن الشجاع لا تعصمه شجاعته وجرأته من الموت.