وأما «سبحان الله» و «ريحانه» ، فإنّهما منصوبان بفعل من معناهما لأنّهما لا يستعمل فعل من لفظهما ، ألا ترى أنّه لا يقال : «سبحت» ولا «راح» ، بمعنى استرزق. فأما «سبّحت» بالتشديد فمعناه : قلت : سبحان الله. ومعنى [من السريع] :
٧٤٢ ـ سبّحن تنزيها وريحانا
استرزاقا.
وأما «معاذ الله» ، فمنصوب بفعل من لفظه تقديره : أعوذ بالله معاذا. وأما «عمرك الله» ، فمعناه : أسألك ببقاء الله. و «عمر» مصدر من «عمّر» على حذف الزيادة بمعنى تعمير ، فتقديره : «عمر من الله عمّرتك به تعميرا» ، أي : سألته بعمر الله ، أي : ببقاء الله ، قال الشاعر [من الكامل] :
٧٤٣ ـ عمّرتك الله الجليل فإنّني |
|
[ألوي عليك لو انّ لبّك يهتدي] |
__________________
٧٤٢ ـ التخريج : لم أقع على قائل هذا الشطر ، ولا على تتمته فيما عدت إليه من مصادر.
اللغة : تنزيها : إبعادا وتنحية عن القبح والشرّ. ريحانا : استرزاقا.
المعنى : قلن : سبحان الله ، إيمانا منهن بأنه الرزاق البعيد عن القبح.
الإعراب : سبّحن : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة ، و «النون» : ضمير متصل في محلّ رفع فاعل. تنزيها : مفعول لأجله منصوب بالفتحة. وريحانا : «الواو» : للعطف ، «ريحانا» : معطوف على (تنزيها) منصوب بالفتحة.
والجملة ابتدائية لا محلّ لها.
والشاهد فيه قوله : «سبحن تنزيها وريحانا» بمعنى : قلن : سبحان الله ، استرزاقا منه.
٧٤٣ ـ التخريج : البيت لعمرو بن أحمر في ديوانه ص ٦٠ ؛ وخزانة الأدب ٢ / ١٥ ؛ وشرح أبيات سيبويه ١ / ١٥٦ ؛ والكتاب ١ / ٣٢٣ ؛ وبلا نسبة في لسان العرب ٤ / ٦٠٢ (عمر) ؛ والمقتضب ٢ / ٣٢٩ ؛ والمنصف ٣ / ١٣٢.
اللغة : عمرتك الله : سألت الله أن يطيل عمرك. ألوي : أعطف. اللب : القلب.
المعنى : أسأل الله أن يطيل عمرك ، فأنا أعطف عليك لو أنّك ممّن تقبل قلوبهم النصيحة.
الإعراب : عمّرتك : فعل ماض مبني على السكون ، و «التاء» : ضمير متصل في محلّ رفع فاعل ، و «الكاف» : ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به. الله : لفظ الجلالة مفعول به ثان منصوب بالفتحة. الجليل : صفة (الله) منصوبة بالفتحة. فإنني : «الفاء» : استئنافية ، «إنّ» : حرف مشبّه بالفعل ، و «النون» : للوقاية ، و «الياء» : ضمير متصل في محلّ نصب اسم (إنّ). ألوي : فعل مضارع مرفوع بضمّة مقدرة على الياء ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (أنا). عليك : جار ومجرور متعلقان بـ (ألوي). لو : حرف تمنّ لا