وأما «قعدك الله» فمعناه «حفظك الله» ، وهو منصوب بإضمار فعل من معناه. وأما ويحه وويسه وويله وعوله وويبه فمنصوبة بأفعال من معناها لأنّ معنى «ويحه» و «ويسه» رحمة له ، ومعنى «ويله» و «ويبه» : حسرة له. وأما «عوله» فإتباع لـ «ويله» ولا تستعمل بغير «ويله» ، فكأنّه مشتق من العويل وهو صوت الباكي.
ومن الناس من ذهب إلى أنّه قد استعمل من «ويح» و «ويس» و «ويل» أفعال ، فهي على مذهبه منصوبة بأفعال من لفظها ، فتقدير «ويحه» : واح ويحه ، وكذلك «وال ويله» ، و «واس ويسه» ، وأنشد [من الهزج] :
٧٤٤ ـ فما وال ولا واح |
|
ولا واس أبو هند |
وهذا البيت فيما زعموا مصنوع ولا يعلم له قائل.
وأما «حنانيك» ، و «لبّيك» ، و «سعديك» ، و «هذاذيك» ، و «دواليك» ، فمصادر منصوبة بأفعال مضمرة. فأما «حنانيك» ، و «هذاذيك» ، و «دواليك» ، فالأفعال الناصبة لها
__________________
محلّ له. أنّ : حرف مشبّه بالفعل. لبك : اسم (أنّ) منصوب بالفتحة ، و «الكاف» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة. يهتدي : فعل مضارع مرفوع بضمّة مقدّرة على الياء ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هو).
وجملة «عمرتك» : ابتدائية للدعاء لا محلّ لها. وجملة «فإنني ألوي» : استئنافية لا محلّ لها. وجملة «ألوي» : في محلّ رفع خبر (إن). وجملة «يهتدي» : في محلّ رفع خبر (أنّ).
والشاهد فيه قوله : «عمرتك الله» حيث جاء بفعل من لفظ (عمرك).
٧٤٤ ـ التخريج : البيت بلا نسبة في شرح التصريح ١ / ٣٣٠ ؛ والممتع في التصريف ٢ / ٥٦٧ ؛ والمنصف ٢ / ١٩٨.
اللغة : وال : أكثر من ذكر الويل الذي هو حلول الشرّ. واح : أكثر من ذكر الويح الذي هو كلمة رحمة. واس : أكثر من ذكر الويس الذي هو الفقر ، أو ما يريده الإنسان (من الأضداد).
الإعراب : فما : «الفاء» : حسب ما قبلها ، «ما» : نافية. وال : فعل ماض مبني على الفتح ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هو). ولا : «الواو» : للعطف ، «لا» : حرف زائد لتوكيد النفي. واح : فعل ماض مبني على الفتح ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هو). ولا : «الواو» : للعطف ، «لا» : حرف زائد لتوكيد النفي. واس : فعل ماض مبني على الفتح. أبو : فاعل مرفوع بالضمّة. هند : مضاف إليه مجرور بالكسرة.
والشاهد فيه قوله : «فما وال ولا واح ولا واس» حيث استخدم أفعالا من لفظ المصادر (الويل) و (الويح) و (الويس).