و «نعم» ، بفتح النون وتسكين العين.
وفي بئس لغتان : بئس ، بفتح الباء ، وبئس ، بكسرها.
[٣ ـ فاعلهما] :
ولا يكون فاعلهما إلّا فيه الألف واللام ، نحو قولك : «نعم الرجل» ، و «بئس الغلام» أو ما أضيف إلى ما فيه الألف واللام ، نحو : «نعم غلام الرجل» ، و «بئس غلام المرأة» ، و «نعم فتى العشيرة عمرو» ، أو مضمرا على شريطة التفسير ، وذلك نحو قولك : «نعم رجلا زيد» ، أو مضافا إلى نكرة ، وذلك قليل جدا وبابه الشعر.
وسبب ذلك أنهم عزموا على أن لا يكون فاعلهما إلّا الجنس أو ما يفهم منه الجنس ، نحو قولك : «غلام الرجل» ، إذ معلوم أنّه لا يكون الجنس غلام واحد.
وإنّما لم يجىء فاعلهما مضافا لنكرة إلّا في الشعر ، لأنّ النكرة لا يفهم منها الجنس إلّا في بعض المواضع ، وذلك نحو قولهم : «رجل خير من امرأة». فمثال ما جاء من ذلك في «نعم» قول الشاعر [من البسيط] :
٤٢٧ ـ فنعم صاحب قوم لا سلاح لهم |
|
وصاحب الركب عثمان بن عفانا |
__________________
المعنى : ما أحسن الذين يسعون في تخفيف ما يزعج الناس ، ويعجزهم ، هذا التفضيل يبقى ما بقيت أقدام الناس تحملهم.
الإعراب : «ما» : مصدرية زمانية. «أقلت» : فعل ماض مبني على الفتح ، و «التاء» : تاء التأنيث الساكنة. «قدم» : فاعل مرفوع بالضمّة. والمصدر المؤول من «ما» وما بعدها في محل نصب مفعول فيه ظرف زمان. «ناعلها» : مفعول به منصوب بالفتحة ، و «ها» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة. «نعم» : فعل ماض جامد لإنشاء المدح. «الساعون» : فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكّر سالم. «في الأمر» : جار ومجرور متعلقان باسم الفاعل «الساعون». «المبر» : صفة لـ «الأمر» مجرورة بالكسرة ، وسكّنت لضرورة الشعر.
وجملة «أقلت» : صلة الموصول الحرفي لا محل لها. وجملة «نعم الساعون» استئنافية لا محلّ لها.
والشاهد فيه قوله : «نعم» بالتحريك بفتح النون وكسر العين.
٤٢٧ ـ التخريج : البيت لكثير بن عبد الله النهشلي في الدرر ٥ / ٢١٣ ؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ١٠٠ ؛ والمقاصد النحوية ٤ / ١٧ ؛ وله أو لأوس بن مغراء أو لحسان في خزانة الأدب ٩ / ٤١٥ ، ٤١٧ ؛ وشرح المفصل ٧ / ١٣١ ؛ وليس في ديوان حسان ؛ وبلا نسبة في المقرب ١ / ٦٦ ؛ وهمع الهوامع ٢ / ٨٦. ـ ـ