واسم الممدوح محذوف لفهم المعنى. وكذلك قوله : «من هو في سر وإعلان» ، «من» فيه في موضع نصب على التمييز بمنزلة شيء ، و «هو في سر وإعلان» جملة في موضع الصفة واسم الممدوح محذوف لفهم المعنى.
[٤ ـ حذف الممدوح أو المذموم] :
ولا بدّ لهما أن يذكر معهما اسم الممدوح أو اسم المذموم ، ولا بدّ من ذكر التمييز إذا كان الفاعل مضمرا. وقد يجوز حذفهما لفهم المعنى.
فمن حذف اسم الممدوح لفهم المعنى قوله تعالى : (نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ)(١). تقديره : نعم العبد أيّوب ، فحذف «أيّوب» لفهم المعنى.
ومن حذف اسم الممدوح والتمييز معا قوله صلىاللهعليهوسلم : «من توضّأ يوم الجمعة فبها ونعمت ومن اغتسل فالغسل أفضل» ، فقوله : فبها ، أي : فبالرخصة أخذ ، وقوله : و «نعمت» ، أي : نعمت رخصة الوضوء. فحذف التمييز وهو «رخصة» ، واسم الممدوح وهو «الوضوء» لفهم المعنى.
ولا يكون اسم الممدوح والمذموم أبدا إلّا أخصّ من فاعلهما. فلو كان أعمّ منه أو مساويا له لم يجز ، لأنّه ليس فيه بيان ، نحو : «نعم الرجل زيد» ، فـ «زيد» أخص من الرجل لأنّ الرجل يكون «زيدا» وغيره ، ولو قلت : «نعم الرجل إنسان» ، لم يجز لأنّ الإنسان أعمّ من الرجل ، لأنه يطلق على الرجل والمرأة ، فإذا قلت : «نعم الرجل» ، علم أنه إنسان ، فلا فائدة في ذكر الإنسان بعد ذلك.
ولو قلت : «نعم الجمل جمل» ، و «نعم البعير جمل» ، على لغة من يجعل البعير لا يقع إلّا على الجمل لم يجز أيضا ، لأنّه ليس فيه فائدة ، وقد يجوز : «نعم البعير جمل» ، على لغة من يجعل البعير يقع على الجمل والناقة.
__________________
(١) ص : ٤٤.