باب الفاعلين والمفعولين الذين يفعل كل واحد منهما
بصاحبه مثل ما يفعل به الآخر
[١ ـ التعريف بهذا الباب ومذاهب النحاة فيه] :
وهذا الباب يسميّه النحويون باب الإعمال ، وهو أن يتقدّم عاملان فصاعدا ، ويتأخّر عنهما معمول فصاعدا كلّ واحد منهما يطلبه من جهة المعنى ، نحو قولك : «ضربني وضربت زيدا» ، فـ «زيد» معمول وقد تقدّم عاملان ، وهما «ضربت» و «ضربني» ، وكل واحد منهما يطلبه من جهة المعنى ليعمل فيه ، فـ «ضربني» يطلبه على أنّه فاعل ، و «ضربت» يطلبه على أنّه مفعول. وقد يكون المتقدم أزيد من عاملين ، وعليه قول الشاعر [من الطويل] :
٤٣٦ ـ سئلت فلم تبخل ولم تعط طائلا |
|
فسيّان لا حمد لديك ولا ذمّ |
__________________
٤٣٦ ـ التخريج : البيت للحطيئة في ديوانه ص ١٩٤ ورواية العجز فيه :
* فسيّان لا ذمّ عليك ولا حمد*
والأغاني ٢ / ١٦٠.
اللغة : الطائل : الفضل والغنى. سيان : مثلان.
المعنى : لجأ إليك الفقراء فلم تبخل عليهم ، ولكنك لم تعطهم ما يغني ، فصار المدح والذمّ متماثلين فيما أعطيت.
الإعراب : سئلت : فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون ، و «التاء» : ضمير متصل في محلّ رفع نائب فاعل. فلم : «الفاء» : للعطف ، «لم» : حرف جزم وقلب ونفي. تبخل : فعل مضارع مجزوم بالسكون ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (أنت). ولم : «الواو» : للعطف ، «لم» : حرف جزم وقلب ونفي. تعط : فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلّة من آخره ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (أنت).