مثنى أو مجموعا جمع سلامة فالنصب والخفض : النصب على الموضع والخفض على اللفظ ، مثال ذلك : «هذان الضاربا زيد وعمرا ، وعمرو» ، و «هذان الضاربا زيد وأخيك ، وأخاك».
فإن كان مفردا فلا يخلو من أن يكون في التابع الألف واللام ، أو يكون مضافا لما فيه الألف واللام ، أو مضافا إلى ضمير ما فيه الألف واللام ، أو لا يكون. فإن كانت فيه الألف واللام فالنصب أيضا والخفض. فالنصب على الموضع والخفض على اللفظ ، مثال ذلك : «هذا الضارب الرجل والغلام ، والغلام» ، وغلام الرجل ، وغلام الرجل» ، و «هذا ضارب الرجل والغلام والغلام ، وغلام المرأة وغلام المرأة» (١).
فإن كان مضافا إلى ضمير ما فيه الألف واللام ففيه خلاف بين سيبويه والمبرد ، فسيبويه يجعل المضاف إلى ضمير ما فيه الألف واللام بمنزلة المضاف إلى ما فيه الألف واللام ، فيجيز النصب على الموضع والخفض على اللفظ ، وأما المبرّد فلا يجعل المضاف إلى ضمير ما فيه الألف واللام بمنزلة المضاف إلى ما فيه الألف واللام ، فلا يجيز إلّا النصب على الموضع.
والدليل على صحة مذهب سيبويه ما روى من قول الشاعر [من الكامل] :
٣٩٠ ـ الواهب المئة الهجان وعبدها |
|
عوذا تزجّي بينها أطفالها |
__________________
(١) هذا المثال لا يتّفق مع السياق إذ الكلام على اسم الفاعل المقترن بـ «أل» ، وجاء اسم الفاعل في هذا المثال مضافا إلى مقترن بـ «أل».
٣٩٠ ـ التخريج : البيت للأعشى في ديوانه ص ٧٩ ؛ وأمالي المرتضى ٢ / ٣٠٣ ؛ وخزانة الأدب ٤ / ٢٥٦ ، ٢٦٠ ، ٥ / ١٣١ ، ٦ / ٤٩٨ ؛ والدرر ٥ / ١٣ ؛ والكتاب ١ / ١٨٣ ؛ والمقتضب ٤ / ١٦٣ ؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢ / ٤٣٩ ؛ وجمهرة اللغة ص ٩٢٠ ؛ والدرر ٦ / ١٥٣ ؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٦٦٧ ؛ والمقرب ١ / ١٢٦ ؛ وهمع الهوامع ٢ / ٤٨ ، ١٣٩.
اللغة : الهجان : ج الهجين ، وهو الأبيض ، ويعدّ من الإبل أكرمها. العوذ : ج العائذ ، وهي الحديثة النتاج. تزجّي : تسوق.
المعنى : يقول : إنّ ممدوحه يهب المئة من الإبل ، مع راعيها ، وتتبعها صغارها.
الإعراب : «الواهب» : خبر لمبتدأ محذوف تقديره : «هو» ، وهو مضاف. «المئة» : مضاف إليه مجرور. «الهجان» : نعت «المائة» مجرور. «وعبدها» : الواو حرف عطف ، «عبدها» : يجوز فيها الخفض والنصب ؛ أما الخفض فلأنّها معطوفة على لفظ «المائة» ، وأمّا النصب فلأنّها معطوفة على المحلّ. «عوذا»