ولم يقل «كأنّها». ومنه الأثر : «خير النساء صوالح نساء قريش ، أحناه على ولده وأرعاه على زوجه في ذات يده». ولم يقل : «أحناهنّ» ، ولا «أرعاهنّ».
ومثال عوده مفردا على المثنّى قول الشاعر [من الكامل] :
فكأنّ في العينين حبّ قرنفل |
|
أو سنبلا كحلت به فانهلّت (١) |
ولم يقل : كحلتا به. وكذلك أنشدوا أيضا قول النابغة الجعدي [من الهزج] :
لمن زحلوقة زلّ |
|
بها العينان تنهلّ (٢) |
ولم يقل : تنهلان ، وكذلك قول الآخر [من الوافر] :
ولو رضيت يداي بها وضنّت |
|
لكان عليّ للقدر الخيار (٣) |
ولم يقل : وضنّتا.
فتخرّج الأبيات على هذا ، وأمثال ذلك قليل ، بل الفصيح من كلامهم : «ضربوني وضربت قومك».
__________________
اللغة : فيها : الضمير يعود إلى الحمر الوحشية. البلق : سواد مع بياض. البهق : بياض في الجلد. التوليع : استطالة البهق.
المعنى : يقول في أجسام هذه الحمر الوحشية خطوط مختلفة من سواد حالك ، فخطوط سود في بياض ، كأن الخطوط الموجودة في أجسامها استطالة بياض في الجلد.
الإعراب : «فيها» : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم. خطوط : مبتدأ مرفوع مؤخر. من سواد : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة للخطوط. وبلق : «الواو» : حرف عطف ، «بلق» : اسم معطوف على سواد مجرور مثله وسكّن للضرورة. كأنه : «كأن» : حرف مشبه بالفعل ، و «الهاء» : ضمير متصل في محل نصب اسم كأن. في الجلد : جار ومجرور متعلقان بحال من (توليع). توليع : خبر كأن مرفوع بالضمة. البهق : مضاف إليه مجرور بالكسرة وسكّن لضرورة الشعر.
وجملة «فيها خطوط» : ابتدائية لا محل لها. وجملة «كأنه توليع» : في محل رفع صفة ثانية لخطوط.
والشاهد فيه قوله : (كأنه) حيث ذكّر الضمير مع كونه عائدا على (خطوط) فحقه التأنيث.
(١) تقدم بالرقم ١٧٩.
(٢) تقدم بالرقم ١٧٨.
(٣) تقدم بالرقم ١٧٧.