وهذا الذي استدلّ به أهل الكوفة لا حجة فيه ، لاحتمال أن تكون «من» في البيت نكرة موصوفة ، ووصف ب «قنص» وهو مصدر ، وبعدد وهو اسم موضوع موضع المصدر تقديرهما : الأثرون أشخاصا معدودين ، ويا شاة إنسان قانص ، فيكون على هذا من باب : «رجل عدل» ، أعني من الوصف بالمصدر ، وهذا أولى ، لأن الأسماء بابها أن لا تزاد ، ولم تحفظ زيادتها في موضع إلّا في الفعل ، بخلاف في ذلك ، وقد تبيّن ذلك.
__________________
محلّ جر بحرف الجر ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لشاة. حلت : فعل ماض مبني على الفتح ، و «التاء» : للتأنيث ، و «الفاعل» : ضمير مستتر جوازا تقديره (هي). له : جار ومجرور متعلقان بالفعل (حلت). حرمت : فعل ماض مبني على الفتح ، و «التاء» : للتأنيث ، و «الفاعل» : مضير مستتر تقديره (هي). علي : جار ومجرور متعلقان بالفعل. وليتها : «الواو» : استئنافية ، «ليت» : حرف مشبه بالفعل ، و «ها» : ضمير متصل في محل نصب اسم ليت. لم : حرف جزم ونفي وقلب. تحرم : فعل مضارع مجزوم وحرك بالكسر لضرورة الشعر و «الفاعل» : ضمير مستتر جوازا تقديره (هي).
وجملة «النداء» : لا محلّ لها ابتدائية. وجملة «حلت» : صلة الموصول لا محل لها. وجملة «حرمت» : في محل نصب صفة ل «شاة». وجملة «لم تحرم» : في محل رفع خبر ليت. وجملة «ليتها لم تحرم» : استئنافية لا محل لها.
والشاهد فيه قوله : «يا شاة من قنص» حيث جاءت «من» هنا زائدة.