باب الحكاية
الحكاية إيراد لفظ المتكلم على حسب ما أورده في كلامه. ولا يخلو أن يكون المحكيّ مفردا أو جملة. فإن كان مفردا ، فلا يكون إلّا في الاستثبات ب «من» عن الأسماء الأعلام في لغة أهل الحجاز على ما يذكر في بابه. أو في شذوذ من الكلام ، مثل قولهم : «دعنا من تمرتان» ، و «ليس بقرشيّا» ، أو في الاسم المفرد بعد القول ، بخلاف في ذلك ، وسيبيّن في بابه.
فإن كان المحكيّ جملة ، فلا يخلو أن تكون الجملة معربة ، أو ملحونة. فإن كانت معربة ، فإنك تحكيها على اللفظ وعلى المعنى بإجماع ، مثل أن تسمع إنسانا يقول : «زيد قائم» ، فتحكيه على اللفظ ، فتقول : «قال عمرو : زيد قائم». وعلى المعنى ، فتقول : «قال عمرو : القائم زيد أو قائم زيد».
فإن كانت ملحونة ، فإنك تحكيها على المعنى بإجماع ، مثل أن تحكي قول من قال : «قام زيد» ، بخفض «زيد» ، فتقول : «قال عمرو : قام زيد».
واختلف في الحكاية على اللفظ هل تجوز أم لا. والصحيح أنّه لا يجوز ، لأنّهم إذا كانوا يحكون الجملة المعربة على المعنى ، فينبغي أن يلتزموا حكاية الجملة الملحونة على المعنى.