عاقبة الارتداد
هدى من الآيات :
في الدروس السابقة حذرنا الرب الكريم من الكفر بعد الإيمان ، والزلل بعد الثبات وذلك بمناسبة الحديث عن النكث والحنث. وها هو الدرس يفصّل القول في الكفر بعد الإيمان بصفة عامة ، فيحذر من غضب الله الذي يحل بمن يرتد عن دينه ـ قولا أو عملا ـ إلّا الذي أكره على الكفر بطريق لسانه ، بينما لا يزال قلبه مطمئنا ، وإنما المرتد من استقبل الكفر بصدر رحب وذلك له عذاب عظيم ، لأنه فضّل الحياة الدنيا على الآخرة ، فسلب الله منهم نور الهدى ، ويطبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وهم غافلون عن أوضح الحقائق من حولهم ، وبالتأكيد سوف يخسرون أنفسهم في الآخرة.
بينما الثابتون على الهدى برغم ما يتعرضون له من مكروه ، ويهاجرون الى الديار الآمنة من بعد الابتلاء ، فإن الله بالنسبة إليهم غفور رحيم ، يشملهم برحمته في يوم تأتي كلّ نفس تدافع عن ذاتها ، فلا تعطى إلّا جزاء عملها الأوفى ، دون أن