«سبحان الله» فينزهه لأنه اجلّ من ان يتصور ، وفي حديث عن الامام الباقر (ع) يقول حين سأله ابن أبي نجران عن التوحيد : أتوهّم شيئا؟ فقال :
«نعم غير معقول ولا محدود ، فما وقع وهمك عليه من شيء فهو خلافه ، لا يشبهه شيء ولا تدركه الأوهام ، كيف تدركه الأوهام وهو خلاف ما يعقل ، وخلاف ما يتصوّر في الأوهام. انما يتوهم بشيء غير معقول ولا محدود» (١)
وبالتالي فان كل ما نتصوره مخلوق مردود إلينا ، والشيء الوحيد الذي يمكن ان نقوله عن ربنا هو : «سبحان الله» فاننا متى ما قلنا ذلك اقتربنا الى الله خطوة.
جاء في الحديث عن الامام الباقر (ع) وقد سأله البعض : يجوز ان يقال لله انه شيء؟ فقال :
«نعم تخرجه من الحدين حدّ التعطيل ، وحد التشبيه» (٢)
وهذا معنى الاعتراف بالله ، لذلك بدء القرآن حديثه بالتسبيح فقال :
[١] (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)
ما هي علاقة تقديس الله وتنزيهه بالحادثة التاريخية التي وقعت لرسول الله (ص) وهي حادثة الإسراء والمعراج؟
قال بعض المفسرين ان التسبيح هنا بمعنى التعجب اي عجبا. كيف اسرى الله
__________________
(١) المصدر ج ٣ ص ٢٦٦
(٢) المصدر ص ٢٦٢