وَأَقْوَمُ قِيلاً)».
اما محل انطلاق رسول الله (ص) للاسراء فقد اختلفت الروايات في ذلك ، فمنهم من قال : بأنه خرج من المسجد الحرام ، وبعض قال : من بيت أم هاني بنت أبي طالب ، ولكن يمكن جمع الخبرين بالقول : ان الرسول (ص) كان في بيت أم هاني ، ثم خرج الى المسجد الحرام ، ومن هناك بدأ رحلته الى المسجد الأقصى ، اي المسجد الأبعد من المسجد الحرام.
واما العروج فقد كان من المسجد الأقصى الى السماء ، حيث رأى آيات ربه الكبرى ، إذ يقول تعالى : (لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا) وفي آية أخرى يقول : (لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى) (١) ولكن ما هي تلك الآيات؟ واين هي؟
القرآن لا يحدثنا عن هذه الآيات انما نجد هناك إشارات الى هذه الآيات في الأحاديث كما سيأتي ذكره.
اما كيف تمت تلك الآيات والحوادث في ليلة واحدة في حين انها تحتاج الى مدة مديدة؟ فان ذلك اثار التساؤلات لدى العلماء ، فقال بعضهم : بان الزمان في الفضاء الأعلى يختلف عمّا هو عليه في كرتنا الارضية ، ولهم في ذلك بحوث مطولة لا يسع المجال لذكرها ، وأساسا هناك تساؤلات حول كيفية حدوث الإسراء لشخص الرسول كالتالي
١ ـ كيف قطع الرسول المسافة بين المسجدين في ليلة ، علما بأنها كانت تقطع في ذلك الزمان في أسابيع؟
٢ ـ وبعدئذ كيف اخترق جاذبية الأرض الى الفضاء ، ونحن اليوم لا نقدر
__________________
(١) سورة النجم (١٨)