(خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ)
[٥] والإنسان بحاجة الى الطبيعة من حوله ، يتفاعل معها ، فلا بد ان يكيّف نفسه مع السنن العامة التي تحكمها ، فنرى الانعام كالغنم والبقر والإبل خلقها الله لكي ينتفع بها البشر من عدة أبعاد.
أولا : انها تدفئ جسد الإنسان ، بأصوافها وأشعارها.
(وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ)
ثانيا : ان للانعام (وهي الإبل والبقر والغنم) منافع أخرى في أنها تحمل الإنسان. أو ليس الإبل سفينة الصحراء أو لم تكن الأبقار أفضل وسيلة للزراعة سابقا؟! فهي تحرث الأرض وهي تروي الأسرة باللبن ومشتقاته وهي الى جانب ذلك ثروة عظيمة بسبب سرعة تناسلها.
(وَمَنافِعُ)
ثالثا : يأكل الإنسان من الأنعام باعتبارها أفضل مصدر للغذاء ، وأنسب طعام للإنسان ، ومن أخصب الحيوانات نسلا ، وأسرعها نموا ..
(وَمِنْها تَأْكُلُونَ)
[٦] رابعا : وهي تشبع حاجة نفسية للبشر ، حاجة السيطرة على الطبيعة ، وتسخيرها لأهدافه ، والتفاعل معها. إن منظر الأنعام حين تعود من مراعيها بالليل ليريحها أصحابها في مرابضها. إن هذا المنظر يملأ العين بهجة والقلب سرورا ، ويشبع كلّ أبعاد النفس البشرية التي تحن إلى أمها الطبيعة. كما ان منظرها وهي تسرح أول الشروق ، يطلب أصحابها لها الرزق ، يشبع غرور المسؤولية عند